سمات من الزمان

ثروت أباظة ت. 1423 هجري
44

سمات من الزمان

تصانيف

وتحت هذه الرقابة الثلاثية من الأب وزوجة الأب والأخ لم يجد أيمن سردابا يعود به إلى الإدمان، ولم يجد شيئا يفعله إلا المذاكرة وأمره إلى الله.

23

حصل عبد الحميد عنارة على الاعتماد الذي توسط فيه مراد لدى البنك.

ولكنه بدلا من أن يستورد به الحديد رأى أن الكسب مهما يبلغ لن يصل إلى المبلغ الذي حصل عليه فعلا. فراح يهرب أجزاء منه على فترات إلى الخارج، معدا نفسه أن يلحق بالمال، ويقيم بالخارج بعد أن يودعه جميعا بعيدا عن السلطات المصرية، وإن كانت نيته هذه لم تمنعه أن يسافر بعد كل مبلغ يهربه حتى يطمئن على سلامة وصوله واستقراره في البنك الأجنبي.

ولم يكن عنارة يتصور أن عليه عيونا رواصد. فإذا أمره ينكشف فجأة قبل أن يهرب من المبلغ إلا ثلاثة ملايين من الجنيهات لم يرد في مقابلها حديد كما كانت الاتفاقية مع البنك تنص.

وقبض على عبد الحميد عنارة.

وتداولت الصحف الصفقة السارقة لأموال البنك والدولة معا، وبدأ التحقيق واتسع، ولاكت الصحف اسم مراد دياب طلبة عضو مجلس الشعب .

وكدأب الصحافة ما إن تجد فرصة كهذه يكون من بين عناصرها شخص مثل مراد حتى توسعها بالتفاصيل. منها الصادق ومنها ما تتناقله الإشاعات ومنها ما يختلقه المختلقون.

وأصبح مراد في حالة من الكرب لم تمر به في حياته جميعا، واختلط عقله. وفجع يوم عرف أن وزارة العدل طلبت رفع الحصانة عنه.

ولم يجد له ملاذا إلا نديم يلجأ إليه ويستفتيه من الناحيتين الشخصية والقانونية معا.

صفحة غير معروفة