وسأله نديم: هل لك صلة بهذه العملية؟ - أكذب لو قلت لا. - تذكر أنني محام، والمحامي إذا لم يعرف الحقيقة كاملة يستحيل عليه أن يدلي برأي. - طبعا. - ما صلتك؟ - أنا الذي قدمت عبد الحميد عنارة إلى أمجد حسانين رئيس مجلس إدارة البنك. - هل ضمنت؟ - ليس لي توقيع واحد في العملية، وكل صلتي بها أنني زكيت عنارة عند أمجد حسانين الذي طالما دعوته إلى بيتي. - ماذا تعرف عن أمجد حسانين؟ - لا أعرف دخائله. - ولكن اسمه ليس فوق مستوى الشبهات. - معك حق. - فلماذا تتصل به؟ - إذا لم أصادق إلا من ترتفع أسماؤهم عن الشبهات لخاصمت الكثيرين من الذين ترتبط مصالحي بمعرفتهم. - ماذا تقصد بكلمة مصالحي؟ - سبحان الله ألا تعلم؟ - طبعا أعلم، ولكن أريدك أنت أن تقول. - أنا أعمل في التصدير، ثم إنني عضو بمجلس الشعب، وأبناء الدائرة لهم طلبات لا تنتهي؛ فلا بد أن أكون وثيق الصلة بكل من يملك التوقيع. - كيف تعلل السبب الذي دعا إلى ذكر اسمك في قضية عنارة؟ - طبعا لا بد أن أمجد ذكر اسمي. - أنت واثق أنك لم توقع على ورقة؟ - ثقتي من أنني أقعد أمامك. لقد طلب مني عنارة أن أشاركه ولكني رفضت. - هل تقاضيت منه شيئا؟ - ولكني لم أوقع على ورقة فهذه أمور لا يمكن إثباتها. - لك حق. - بماذا تنصحني أن أفعل؟ - متى يجتمع مجلس الشعب. - يوم السبت القادم. - هل سينظر في رفع الحصانة؟ - لا أظن فقد أحال رئيس المجلس الطلب إلى اللجنة التشريعية، وهي عادة تستغرق وقتا حتى تقدم تقريرها إلى المجلس. - أتريد نصيحتي؟ - فلماذا أنا هنا؟ - طلب الحصانة، هل هو مقدم بالاتهام أم لسماع الأقوال؟ - لسماع الأقوال. - عظيم، سعادتك تتقدم بطلب إلى المجلس برفع الحصانة. - أنا؟ - طبعا ليس أنا، أنت طبعا. وبهذا تظهر أنك لا تخشى أن تسأل وأنك مطمئن إلى براءة ساحتك. •••
رفعت الحصانة وتمت المحاكمة وأدين فيها رئيس البنك للخطأ الجسيم وعدم التثبت من الضمانات المقدمة على ضعفها كما أدين طبعا عبد الحميد عنارة.
وبرأت المحاكمة ساحة مراد دياب طلبة. •••
هيهات فإن مثل هذه الأمور لا تجدي فيها براءة المحكمة؛ فقد زاد اللغط حول مراد. حكى كل من قدم له رشوة كيف قدمها وكم دفع له.
وما احتفظ به الراشون من أسرار أصبح على كل لسان، وخيم السواد والمهانة على بيت دياب.
وارتفعت الرقابة عن أيمن، وعاد إلى طريقه القديم، إذا كان أبي لصا فما أهون أن أكون أنا مدمنا.
أما الذي أصيب إصابة قاتلة فهو المسكين دياب عضو النيابة.
24
جلس دياب أمام نديم في مكتبه. - أرجو أن تأمر كاتبك ألا يدخل إليك أحدا. - وهو كذلك.
أصدر أوامره وقال دياب: إن الذي بيني وبين دينا إعجاب شديد، وربما كان إجلالي لك يمنعني من أن أقول الكلمة الحقيقية. - أنا لست محتاجا أن أسمعها. - ألا زلت تراني كفئا لها؟ - وما الذي جد؟ - الذي تعرفه. - الذي أعرفه ليس جديدا علي. - أكنت ...
صفحة غير معروفة