============================================================
وركوب متون خيل الجد فى طاعتك والاجتهاد ، فقد رضى أمير المؤمنين عنهم بما أظهرته من أعلام رضاك ، وحميد مساعيهم الذى يذكرهم له اقتضاك ، ورغب إلى الله عالى أن يزيد الباق منهم في إيمانه ، ويتغمد الماضى بعفوه وغفرانه .
ورد إلى حضرة أمير المؤمنين كتاب صاحب مكة -حرسها الله - يذكر
أنك شددت معه حيازيم الجد، بالتقوية من أمره والشدء ، وشهرت في نصرته حساما ماضي الحد ، حقى عاد جموح مراكب مراده ذلولا ، وغرب من انتصب لعناده مغلولا ، فاستقامتأحوال الحرم الشريف بمقارنة هجرتك لنصره (1) وامتيار سحابه من بحرك وأفاضفي ثناءجميل، وشكر جزيل ، أعجب أميرالمؤمنين بهما ، فاهتز طربا لهما ، فلقد كانعلىقلبهلأجلالحرم الشريف من الفكر ، مايوفى علىالذكر، ولقد فعلتفعل (18) الموفقين فى المقال والفعال ، وحللت بما أتيت عقدة الإشكال، وتعين عليك أن تكون أنت وإياه يدأ واحدة ببذل المجهود ، فيما يرد ذلك المقام الشريف بالأمن والعمارة إلى أحسن المعهود، ويقضىعلى ماأوقد فيه علىمر الأيام من نار الظلم بالخمود، فيعود إلىماقاله 1ب ال سبحانه: (وعهدنا إلىابراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتى للطا ئفينوالعاكفين والركع السجود 2 - 125) وعهد إلى صاحب مكة بأن يتخذك ردا فيصلاح ما هو له ملابس ، وعهد إليك بأن لا تنزع عنك لباس إيالته الذى آنت لابس ، يندى تبعا (ب) لكما - على البر والتقوى - عود من جرم الله سبحانه مائس ، لا ويقتبس آنوار بركاته فى حمى الأمنة من هولها قابس ، وأمير المؤمنين يسأل الله تعالى أن يجعلكما من عمار حرمه ، والمتعلقين من الهدى فى طاعة وليه بأقوى عصمة .
ورسلك فقد بلا آمير المؤمنين أخبارهم ، فرضى اثارهم ، وبلغهم من التقرب إيتارهم وردهم بحواء معمورة بالرضا أرجاء (19) صدورهم ، ملاقية وجوههم بشر بجاح
السعي في أمورهم ، غيرآنه قد استاثر الله من جملهم محمد بن عصية ،واللهتعالى يرحمه إنه واسع المغفرة لمن أدركه دعاء أمير المؤمنين وترحمه ، وما يعلمك آمير المؤمنين به (1) في الأصل . هجرته لنصرك .
(ب) في الأصل . وتبعا
صفحة ٣٧