حنظلة الطائي (590م)
هو حنظلة بن أبي عفراء بن النعمان بن حبة بن سعبة بن الحارث بن الحويرث بن ربيعة بن مالك بن سفر بن هنيء بن عمرو بن الغوث بن طي. وهو الذي بسببه تنصر المنذر بن ماء السماء. وذلك أنه كان بني غريين على قبري نديمييه عمرو بن مسعود الفقعسي وخالد ابن المضلل كما مر في ترجمة عبيد بن الأبرص وجعل له يومين يوم نعيم ويوم بؤس فأول من يطلع عليه يوم بؤسه يقتله ويطلي بدمه الغريين ومن جاءه يوم نعيمه أغناه. فلم يزل على ذلك حتى مر به حنظلة بن أبي عفراء الطائي. كان أوى المنذر في خبائه يوم خرج إلى الصيد. وذلك أنه ركب فرسه اليحموم فأجراه على أثر حمار وحش فذهب به الفرس في الأرض ولم يقدر على رده. وانفرد عن أصحابه وأخذته السماء بالمطر فطلب ملجأ يتقي به حتى دفع إلى خباء وإذ فيه رجل من طي يقال له حنظلة بن أبي عفراء ومعه امرأة له. فقال المنذر: هل من مأوى. قال حنظلة: نعم وخرج إليه وأنزله وهو لا يعرفه ولم يكن للطائي غير شاة فقال لامرأته: أرى رجلا ذا هيئة وما أخلقه أن يكون شريفا خطيرا فماذا نقريه. قالت: عندي شيء من الدقيق فاذبح الشاة وأنا أصنع الدقيق خبزا. فقام الرجل إلى شاته فاحتلبها ثم ذبحها واتخذ من لحمها مضيرة (أكلة للعرب) فأطعمه وسقاه من لبنها واحتال له بشراب فسقاه وبات المنذر عنده تلك الليلة. فلما أصبح لبس ثيابه وركب فرسه ثم قال: يا أخا طي أنا الملك المنذر فاطلب ثوابك. قال: أفعل إن شاء الله. ثم لحقته الخيل فمضى نحو الحيرة. ومكث الطائي بعد ذلك زمانا حتى أصابته نكبة وساءت حاله. فقالت له امرأته: لو أتيت الملك لأحسن إليك. فأقبل حتى انتهى إلى الحيرة. فلما نظر إليه المنذر وافدا إليه ساءه ذلك وقال له: يا حنظلة هلا أتيت في غير هذا اليوم. فقال: أبيت اللعن لم يكن لي علم بما أنت فيه. فقال له: أبشر بقتلك.
صفحة ٨٩