إذ هن أقساط كرجل الدبا ... أو كقطا كاظمة الناهل
حتى تركناهم لدى معرك ... أرجلهم كالخشب الشائل
حلت لي الخمر وكنت امرءا ... عن شربها في شغل شاغل
فاليوم اسقى غير مستحقب ... إثما من الله ولا واغل
(قالوا) والح المنذر في طلب امرئ القيس ووجه الجيوش في طلبه من إياد وبهراء وتنوخ ولم تكن لهم به طاقة. فأمدهم أنوشروان بجيش من الأساورة فسرحهم في طلبه وتفرق حمير ومن كان مع امرئ القيس فنجا في عصبة من بني آكل المرار حتى نزل بالحرث بن شهاب من بني يربوع بن حنظلة ومعه أدرع خمس الفضفاضة والضافية والمحصنة والخريق وأم الذيول كن لبني آكل المرار يتوارثونها ملكا عن ملك. فما لبثوا عند الحرث بن شهاب حتى بعث إليه المنذر مائة من أصحابه يوعده بالحرب إن لم يسلم إليه بني آكل المرار. فأسلمهم ونجا امرؤ القيس ومعه يزيد بن معاوية بن الحرث وبنته هند بنت امرئ القيس والأدرع والسلاح ومال كان بقي معه. فخرج على وجهه وأقبل على فرسه الشقراء لاجئا إلى ابن عمته عمرو بن المنذر وأمه هند بنت عمرو بن حجر بن آكل المرار وذلك بعد قتل أبيه وأعمامه وتفرق ملك أهل بيته. وكان عمرو يومئذ خليفة لأبيه المنذر ببقة وهي بين الأنبار وهيت. فمدحه وذكر صهره ورحمه وإنه قد تعلق بحباله ولجأ إليه. فأجاره عمرو ومكث عنده زمانا. ثم بلغ المنذر مكانه عنده فطلبه وأنذره عمرو. فهرب إلى هانىء بن مسعود بن عامر أحد رؤساء بني شيبان. فاستجاره فلم يجره وقال له: أنا في دين الملك فأتى سعد بن ضباب الإيادي سيد قومه فأجاره وكان سعد من أنسبائه. فقال يمدح سعدا ويهجو ابن مسعود وكان أفوه شاخص الأسنان (من الطويل) :
صفحة ١٩