القسم الثالث
ما كان الاكتفاء ببعض الكلمة مجردًا من بديع وهو أيضًا من مخترعات المتأخرين لكنه لا طائل تحته ولا فائدة فيه وهو أرذل أنواع الاكتفاء وأسفلها بل لا ينبغي أن يسمى بديعًا البتة وإنما أوردته هنا للتنبيه على انحطاط رتبته ولأجل توفية الأقسام التي وعدنا بها وبإيرادها.
فمن ذلك قول أبي الفتح:
من عاذري في عاذلي ... يلومُ في حُبي رَشَا
إذا طَلَبتْ وَصلَه ... قالَ كَفَى بالدمع شاهد
أخذ شيخنا الشيخ بدر الدين الدماميني فسح اله في أجله هذا الشاهد وكساه حلة التورية حتى صار قاضيًا له بالفضل على من تقدمه وسيأتي في القسم الذي يليه إن شاء الله تعالى.
وقال القاضي من قصيد:
ولقد كففتُ عنانَ عيني جاهدًا ... حتى إذا اعتلت أطلقت العنان
1 / 85