وهو يحاول أن يصل إلى الروح الموجود في كل ما هو حي، وإن كان يعلم أن هذا الروح يحجب وجهه عن فضول البشر، كما يحسن أنه «قريب وعصي على الإدراك»، ولكنه لا يعبر عن هذا الروح بالتصورات والكلمات المجردة، وإنما ينظر إليه بعين الشاعر، فيرى سحره المنثور على جسد الأرض، ويصور انعكاساته على وجدانه بلغة مكثفة وصور حية توشك أن تكون محسوسة وملموسة. فإذا أراد أن يعبر عن الأمل أصبح عنده وهجا حيا ملموسا، وإذا أراد أن يصور السلام لجأ للحدث المحسوس الذي تلمحه العين، ويهتز له القلب. انظر إليه مثلا وهو يخاطب الخالدين:
الأنسام اللطيفة الأنفاس
تبشر بكم،
الوادي الذي يتصاعد منه الدخان،
والأرض التي لا تزال تدوي بالعواصف والأنواء
تعلن عنكم،
لكن الأمل يكسو الخدود بالاحمرار،
وأمام باب البيت
تجلس الأم مع طفلها
وتتطلع للسلام.
صفحة غير معروفة