قال: ما كانوا لي أصحابا وهم ينزلون بالشعر عن رتبته، ويجعلونه حيث لا يرضاه الأدب، لا يمدحون محمدا، ولا يهجون مذمما، ولا ينظمون في الطبيعة والتاريخ اللذين هما أم الشعر وأبوه؛ ويخلطون كلمة باقية، وأخرى فانية؛
4
هذا صاحبك الذي سير الأمثال حكما والحكم أمثالا، وجرى في الشعر إلى الغايات فسبق السابقين وبز القائلين، يقول هذه الحكمة العالية، ويرسل هذا المثل المحكم:
بذا قضت الأيام ما بين أهلها
مصائب قوم عند قوم فوائد
5
وتراه يقول بعد ذلك:
نهبت من الأعمار ما لو حويته
لهنئت الدنيا بأنك خالد
6
صفحة غير معروفة