شيخ الإسلام ابن تيمية لم يكن ناصبيا
الناشر
دار الوطن للنشر
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م
مكان النشر
الرياض
تصانيف
فهذه الطريقة تميز بها شيخ الإسلام، ولم يستخدمها مع على ﵁ والخلفاء الثلاثة كما يعتقد أعداؤه، وإنما هي طريقة مطردة له ﵀ في كل موقف مشابه.
فمن ذلك أنه ﵀ عقد مقارنة بين ما ثبت لموسى من فضائل وما ثبت لعيسى ﵉ قاصدًا من ذلك الرد على النصارى الذين يغلون في عيسى ﵇ ويحطون من قدر غيره من الأنبياء.
قال ﵀ (إنه ما من آية جاء بها المسيح إلا وقد جاء موسى بأعظم منها، فإن المسيح ﷺ وإن كان جاء بإحياء الموتى، فالموتى الذين أحياهم الله على يد موسى أكثر كالذين قالوا: (لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصعقة) ثم أحياهم الله بعد موتهم، وقد جاء بإحياء الموتى غير واحد من الأنيباء والنصارى يصدقون بذلك.
وأما جعل العصا حية فهذا أعظم من إحياء الميت، فإن الميت كانت فيه حياة فردت الحياة إلى محل كانت فيه الحياة وأما جعل خشبة يابسة حيوانًا تبتلع العصي والحبال فهذا أبلغ في القدرة وأقدر، فإن الله يحيي الموتى ولا يجعل الخشب حياة.
وأما إنزال المائدة من السماء فقد كان ينزل على عسكر موسى كل يوم من المن والسلوى وينبع لهم من الحجر من الماء
1 / 51