شرح ابن ناجي التنوخي على متن الرسالة لابن أبي زيد القيرواني
الناشر
دار الكتب العلمية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م
مكان النشر
بيروت - لبنان
تصانيف
وعلي ﵄. وانعقد إجماع المسلمين على أن نبينا محمد ﷺ أفضل الأنبياء والمرسلين وأحب الخلق إلى رب العالمين ﷺ والصحيح المعروف أن الأنبياء أفضل من الملائكة.
(وأن لا يذكر أحد من صحابة رسول الله ﷺ إلا بأحسن ذكر):
دليل ذلك قول النبي ﷺ: "الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضا بعدي فمن أحبهم فبحبي أحبهم ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم من آذاهم فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله تعالى ومن أذى الله يوشك أن يأخذه".
وقال: "لا تسبوا أصحابي فلو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه"، وقال ﷺ "أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم" وقال ﷺ "من سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا".
وقال أبو أيوب السختياني من أحب أبا بكر فقد أقام الدين ومن أحب عمر فقد أوضح السبيل ومن أحب عثمان فقد استضاء بنور الله ومن أحب عليا فقد استمسك بالعروة الوثقى، ومن أحسن الثناء على أصحاب محمد ﷺ فقد برئ من النفاق ومن انتقص أحدا منهم فهو مبتدع مخالف للسنة والسلف الصالح وأخاف ألا يصعد له عمل إلى السماء حتى يحبهم جميعا ويكون قلبه لهم سليما.
(والإمساك: عما شجر بينهم وأنهم أحق الناس أن يلتمس لهم أحسن المخارج ويظن بهم أحسن المذاهب):
الإمساك الكف والسكوت وشجر معناه وقع واختلط ويريد ماوقع بين علي ومعاوية رضي الله الله عنهما. وقال عمر بن عبدالعزيز ﵁: تلك دماء لم يخضب الله فيها أيدينا فلا نخضب بها ألسنتنا.
وروي أن أهل البصرة أرسلوا إلى عبدالله بن عمر ﵄ يسألونه عن أمر علي ومعاوية فقال ﵁ (تلك أمة قد خلت) [البقرة: ١٣٤]
الآية. وقال
1 / 63