ثمر الثمام شرح «غاية الإحكام في آداب الفهم والإفهام»
محقق
عبد الله سليمان العتيق
الناشر
دار المنهاج للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م
تصانيف
بمعنى: سَوْقِه الشامل لسباقه - بالمُوحَّدَةِ - ولَحاقِه، كـ (الشمس) (١) المُفَسِّرَةِ للضميرِ في قوله تعالى: ﴿حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ﴾ فإن سَبْقَ العشيِّ والخيرِ - وهو صلاة العصرِ - ولحوقَ الحجابِ معَ التواري يدلُّ عليها.
(ومنها: ما يدلُّ عليهِ مجموعُ جُمَلٍ) نحو: ﴿الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا﴾ الآيةَ.
واعلم: أنَّ كلًاّ مِن مجموعِ الجُمَلِ والمُفْرَدَيْن المفصولِ بينهما قد يكونُ كلامًا، وقد لا يكون (٢).
ـ[وَمِنْهَا: مَا يَدُلُّ عَلَيْهِ صِفَةُ الْمَعْنَى، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى﴾، فَإِنَّ الإِبْهَامَ دَالٌّ عَلَى التَّفْخِيمِ.]ـ
(ومنها: ما يدلُّ عليه صِفةُ المعنى) أتى بالظاهرِ دون الضميرِ (٣) لأنَّ المعنى المدلول غيرُ الموصوف كما سيظهر (كقَولِهِ تعالى: ﴿فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى﴾ فَإنَّ الإبهامَ) وهو صفةٌ للمعنى المُستعمَلةِ فيه (ما) أي:
_________
(١) تمثيل للسياق، لا للسباق أو اللحاق، وهذا السياق هو قوله تعالى: ﴿إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ * فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ﴾.
(٢) فإن كان تام الإفادة وحسن السكوت عليه. فهو كلام، وإلا .. لا.
(٣) فلم يقل: (صفته) مع أن الحديث عن المعنى، بل قال: (صفة المعنى) للعلة التي سيذكرها.
1 / 104