بلا تفرقة. والله سبحانه فاعل بالإطلاق وفعله مطلق: بمعنى انه ليس فيه عز شأنه حيثية أو جهة هي صدور فعل دون آخر، والا لكان فيه جهة دون جهة وذلك ممتنع لاستلزام ذلك إختلاف جهاته بالنسبة إلى الأشياء بالقرب والبعد والاقتدار وعدمه؛ فهو جل سلطانه لا يقيده الأدوات بهذا المعنى. وأظنك ما سمعت هذا التحقيق من غيرنا فليضن به.
[وجه سبقه تعالى الأوقات والعدم والابتداء]
سبق الأوقات كونه
كما ان العوالم محيط بعضها ببعض والمحيط بما أحاط منها هو الله تعالى، كذلك الأزمنة التي هي مقادير حركات الموجودات التي في تلك العوالم ومدد أعمارها وآجالها ونسب بعضها إلى بعض وبالجملة، تلك الأزمنة الثلاثة، محيطة سابقتها بتاليتها.
و«الإبداع» سابق للكل. والله سبحانه سابق للإبداع. ولم يزل كذلك، وهو الآن كما كان سابقا على الكل. فهذه العبارة كأنها دليل على نفي مصاحبة الأوقات له عز شأنه.
والعدم وجوده
يمكن أن تكون تلك العبارة دليلا على نفي تضمن الأماكن إياه. وذلك، لأن هذا الفضاء الممتد- الذي وسع جميع العوالم الوجودية، المفارقة منها والمقارنة المسمى في الشرع ب «العماء» [1] وفي الحكمة القديمة ب «البعد »- قد يسمى
صفحة ١٥٦