281

شرح طلعة الشمس على الألفية

تصانيف

والوحي منه باطن وظاهر ... والكل حجة فأما الآخر أقواه أن يسمع أو أن تتضح ... له إشارة فإلهام وضح

والباطل اجتهاده وإن منع ... وقوعه قوم فإنه وقع

والخلف في خطئه ولا يقر ... عليه إجماعا فإن به استمر

فهو من الله دليل امتنع ... خلافه لأنه مما شرع

اعلم أن الوحي الذي أوحاه الله إلى نبيه نوعان، أحدهما وحي باطن: وهو اجتهاده - صلى الله عليه وسلم - في الأشياء التي لم ينزل عليه فيها شيء، وسيأتي الكلام عليه قريبا، الثاني وحي ظاهر: وذكر له خمس كيفيات، إحداها أن يأتيه الملك في مثل صلصة الجرس، وهي أشد حالات الوحي، والثانية أو يأتيه في صورة الرجل فيكلمه وهاتان الكيفيتان أقوى من سائر الكيفيات وإليهما أشار المصنف بقوله: "أقواه أن يسمع"، فإن الوحي في كل واحدة من الكيفيتين مسموع، والكيفية الثالثة: أن ينفث في روعه الكلام نفثا كما قال عليه الصلاة والسلام: "إن روح القدس نفث في روعي"، وإلى هذه الكيفية أشار المصنف بقوله: "أو أن تتضح له إشارة"، وهي في القوة دون ما قبلها من الكيفيات وفوق ما بعدها حتى قيل إنها ترجع في الحقيقة إما إلى الأولى أو إلى الثانية؛ لأن الملك يأتيه من إحدى الكيفيتين وينفث في روعه.

صفحة ٣