89

شرح شعر المتنبي - السفر الثاني

محقق

الدكتور مُصْطفى عليَّان

الناشر

مؤسسة الرسالة

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٢ هـ - ١٩٩٢ م

مكان النشر

بيروت - لبنان

المعرفة، ثم لحظتهم بعين اليقين، بعد تجربتي لأمرهم، وإحاطتي بعلمهم، فلا تحسبني ذممتهم عن غير معرفة، وزهدت فيهم دون تجربة.
وما تَسَعُ الأزْمَانُ عِلْمِي بأمْرِها ... ولا تُحْسِنُ الأيَّامُ تَكْتُبُ ما أمْلي
يقول، مؤكدًا لما قدمه من إحاطته بالأمور، وما خض عليه من الزهد في الدنيا، وقلة الأسف على التولد: وما تسع الأزمان ما أعلمه من أمرها، وأتيقنه من شدة تكدرها. يريد أنها تضيق عن علمه وتقصر، وتعجز عن الاشتمال عليه وتتأخر، وأنها لا تحسن أن تكتب من ذلك ما يمله، وتضبط ما يعده.
وما الدَّهْرُ أهلُ أنْ تُؤَمَّلَ عِنْدَه ... حَيَاةُ وأنْ يُشْتَاقَ فيه إلى نَسْلِ
ثم قال: وما يحسن بالدهر المذموم أمره، الشديد تنكره، أن تؤمل عنده حياة، أو يشتاق فيه إلى نسي؛ لأن مآل الحياة فيه إلى الموت، ومآل

1 / 245