190

شرح شعر المتنبي - السفر الثاني

محقق

الدكتور مُصْطفى عليَّان

الناشر

مؤسسة الرسالة

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٢ هـ - ١٩٩٢ م

مكان النشر

بيروت - لبنان

وقد استولى عليها
الوجل، فاقتدت بصبره، وشجعت بموضعه، والدم دفع في جوانبها، عضتها الحرب، وأنهكها الطعن والضرب، وأشار إلى سيف الدولة وما ظهر من جلده في هذه الوقعة.
وَأوْحَدَتْهُ وَمَا في قَلْبِهِ قَلَقُ ... وأغْضَبَتْهُ وَمَا في لَفْظِهِ قَذَعُ
القذع: السب.
ثم قال: وأوحدته، يريد: أن الخيل أفردته بتوليها عنه، فلم يحدث ذلك فلقًا في قلبه، وأغضبته بما ظهر عليها من قلة الصبر، فلم يوجب ذلك قذعًا في لفظه، بل ثبت عند اضطرابها ثبات الواثق بنفسه، وأقدم المعول على شجاعته وبأسه.
بالجَيْشِ تَمْتَنِعُ السَّادَاتُ كُلُّهُمُ ... والجَيْشُ بابن أبي الهيجاء يَمْتَنِعُ
يقول: إن السادات كلهم، إنما يعدون الجيوش ليمتنعوا بها، ويتعززوا بكثرتها، وسيف الدولة يمنع جيشه، ويعز جمعه، ويحميه ولا يحتمي به، ويشجعه ولا يشجع بموضعه.
قَادَ المقَانِبَ أقَصَى شُرْبِها نَهَلُ ... على الشَّكيمِ وأدنى سَيْرَها سِرَعُ

1 / 346