147

شرح شعر المتنبي - السفر الثاني

محقق

الدكتور مُصْطفى عليَّان

الناشر

مؤسسة الرسالة

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٢ هـ - ١٩٩٢ م

مكان النشر

بيروت - لبنان

ودخل على سيف الدولة بميافارقين في يوم شديد المطر والبرد، وهو على الشراب، فقال له سيف الدولة: عاب عليك يا أبا الطيب إنسان قولك:
لَيْتَ أنَّا إذا ارتَحَلْتَ الخَيْلُ ... وأنَّا إذا نَزَلْتَ الخِيامُ
وقال: إنه جعل الخيام فوقك، وأومأ إلى بعض من حضر، فقال أبو الطيب؛ وأراد قطع الكلام:
لَقد نسَبُوا الخِيامَ إلى عَلاءِ ... أبَيْتُ قَبُولَهُ كُلَّ الإبَاءِ
وما سَلَّمْتُ فَوقَكَ للثُّريا ... ولا سَلَّمْتُ فَوْقَكَ للسَّمَاءِ
يقول: لقد نسبوا الخيام من الرفعة، وأوجبوا لها من علو الرتبة، ما أباه ولا أسلمه، وأنفه ولا أثبته، ثم قال: وما سلمت للثريا أن لا تفوقها بمجدك، ولا للسماء ألا تبلغها بشرفك وفضلك.
وقد أوْحَشْتَ أرضَ الشَّامِ حَتَّى ... سَلَبْتَ رُبُوعَهَا ثَوْبَ البَهاءِ
تَنَفَّسُ وَالعَوَاصِمُ مِنْكَ عَشْرُ ... فَيُعْرَفُ طِيْبُ ذَلِكَ في الهَوَاَء
يقول: وقد أوحشت أرض الشام برحيلك عنها، وسلبت ربوعها ثوب البهاء بخروجك منها.

1 / 303