114

شرح شعر المتنبي - السفر الثاني

محقق

الدكتور مُصْطفى عليَّان

الناشر

مؤسسة الرسالة

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٢ هـ - ١٩٩٢ م

مكان النشر

بيروت - لبنان

ثم قال: فليت هوى الأحبة الراحلين، والآلاف المتحملين، عدل في حكمه، وأنصف من نفسه، فحمل كل قلب ما يطيقه من الحب، وأودعه ما يستقل به من الصبابة والوجد.
نَظَرْتُ إليهمُ والعَيْنُ شَكْرَى ... فَصَارَتْ كُلُّهَا للدَّمْعِ مَاقَا
العين الشكري: الممتلئة بالدمع، والمآق: طرف العين مما يلي الأنف، وهو مخرج الدمع من العين.
فيقول: نظرت إليهم عند رحلتهم، والعين ممتلئة بدمعها، فصارت كلها مخرجًا للدمع، لكثرته فيها، وشدة انحداره منها. يخبر عن غلبة البكاء له.
وَقَدْ أخَذَ التَّمامَ البَدْرُ فيهمْ ... وأعْطَاني من السَّقَمِ المُحَاقَا
قم قال: وقد أخذ البدر الراجل فيهم حال التمام في حسنه، والكمال في جماله،
وأعطاني المحاق من السقم عليه، والنحول من الوجد به، والتضاؤل بعد الفقد له. وطابق بين المحاق والتمام، وذلك من بديع الشعر.
وَبَيْنَ الفَرْعِ والقَدَمَيْنِ نُورُ ... يَقُودُ بِلاَ أزِمَّتِها النِّيَاقَا

1 / 270