112

شرح شعر المتنبي - السفر الثاني

محقق

الدكتور مُصْطفى عليَّان

الناشر

مؤسسة الرسالة

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٢ هـ - ١٩٩٢ م

مكان النشر

بيروت - لبنان

فإذا تَتَوَّجَ كُنْتَ دُرَّةَ تَاجِهِ ... وإذا تَخَتَّمَ كُنْتَ فَصَّ الخَاتَمِ
ثم قال: فأنت أرفع آلات تاجه إذا تتوج؛ لأنك درته، وأجل ما يشتمل عليه خاتمه إذا تختم؛ لأنك فصه. يشير إلى أنه أرفع ما يترفع الخليفة به، وأجل ما يباهي بموضعه.
وإذا انتَضَاكَ على العِدَى في مَعْرَكِ ... هَلَكُوا وَضَاقَتْ كَفُهُ بالقائِمِ
يقول: إذا جردك على أعاديه في معرك، وعارضهم بك في موقف، أهلك بنفاذك جمعهم، وأذل بابتدارك عزمهم، وضاقت كفه عن قائم سيف أنت حقيقته، وقل هذا الاسم لقدرك، وتواضع لجلالة أمرك.
أَبْدَى سَخَاؤُكَ عَجْزَ كُلِّ مُشَمِّرٍ ... في وَصْفِهِ وأضَاقَ ذَرْعَ الكَاتِمِ
ثم قال: أبدى سخاؤك لكثرته عجز واصفه، وأضاق كرمك بتظاهره ذرع كاتمه، فمحاول وصفه لا يبلغه، لعجزه عنه، ومحاول كتمه لا يمكنه، لما تبين منه.

1 / 268