100

شرح شعر المتنبي - السفر الثاني

محقق

الدكتور مُصْطفى عليَّان

الناشر

مؤسسة الرسالة

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٢ هـ - ١٩٩٢ م

مكان النشر

بيروت - لبنان

غوامض القول، ولا متعثر في بدائع الشعر. وكنى (بالسهل) عما قرب من الكلام، (وبالجبال)، عما غمض منه، (وبالجياد)، عن أهل الإحسان، فاستعار هذه الألقاب أحسن استعارة، وأشار إلى إحسانه أبدع إشارة، وكل ذلك من بديع الكلام.
وَحَكَمْتُ في البَلَدِ العَراءِ بناعِجٍ ... مُعْتَادِهِ مُجْتَابِهِ مُغْتَالِهِ
العراء: الأرض الفضاء التي لا يستثر فيها، والناعج من الجمال: الأبيض، وذلك من دلائل كرمه، والمجتاب للبلد: الذي يقطعه، والمغتال له: الذي يستوفي غايته.
فيقول: إنه اقتدر على الفقر العراء بجمل معتاد للسير فيه، مستضلع بالقطع له،
مستقل ببلوغ غايته، فحكم في هذا الفقر، بركوبه جملًا هذه صقته.
يَمْشي كَمَا عَدَتِ المَطِيُّ وَرَاءهُ ... وَيزِيدُ وَقْتَ جَمَامِها وكَلالِهِ
العدو: ضرب من الجري.

1 / 256