270

شرح رياض الصالحين لابن عثيمين

الناشر

دار الوطن للنشر

سنة النشر

١٤٢٦ هجري

مكان النشر

الرياض

خطيئة، ولكن هذا إذا صبر.
أما إذا تسخط فإن من تسخط فله السخط. والله الموفق.
٥٠ - وعن ابن عباس ﵄ قال: عيينة بن حصن فنزل على ابن أخيه الحر بن قيس، وكان من النفر الذين يدينهم عمر ﵁، وكان القراء أصحاب مجلس عمر ﵁ ومشاورته، كهولا كانوا أو شبابا، فقال عيينة لابن أخيه: يا ابن أخي، لك وجه عند هذا الأمير فاستأذن لي عليه، فاستأذن، فأذن له عمر. فلما دخل قال: هيه يا ابن الخطاب، فو الله ما تعطينا الجزل، ولا تحكم فينا بالعدل، فغضب عمر ﵁ حتى هم أن يوقع به، فقال له الحر: يا أمير المؤمنين، إن الله تعالى قال لنبيه ﷺ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ) (لأعراف: ١٩٩)، وإن هذا من الجاهلين، والله ما جاوزها عمر حين تلاها، وكان وقافا عند كتاب الله تعالى» (رواه البخاري) .
[الشَّرْحُ]
ما زال المؤلف ﵀ يأتي بالأحاديث الدالة على الصبر وكظم الغيظ، فذكر هذا الحديث عن ابن عباس ﵄ عن عمر بن الخطاب ﵁ أمير المؤمنين، وثالث رجل في هذه الأمة

1 / 275