شرح قطر الندى وبل الصدى

ابن هشام الأنصاري ت. 761 هجري
66

شرح قطر الندى وبل الصدى

محقق

محمد محيى الدين عبد الحميد

الناشر

القاهرة

رقم الإصدار

الحادية عشرة

سنة النشر

١٣٨٣

قلت يحْتَمل ثَلَاثَة أوجه أَحدهَا أَن يكون بَدَلا من تمنن كَأَنَّهُ قيل لَا تستكثر أَي لَا تَرَ مَا تعطيه كثيرا وَالثَّانِي أَن يكون قدر الْوَقْف عَلَيْهِ لكَونه رَأس آيَة فسكنه لأجل الْوَقْف ثمَّ وَصله بنيه الْوَقْف وَالثَّالِث أَن يكون سكنه لتناسب رُؤُوس الْآي وَهِي فَأَنْذر فَكبر فطهر فاهجر الثَّانِي مِمَّا يجْزم فعلا وَاحِدًا لم وَهُوَ حرف يَنْفِي الْمُضَارع ويقلبه مَاضِيا كَقَوْلِك لم يقم وَلم يقْعد وَكَقَوْلِه تَعَالَى لم يلد وَلم يُولد الثَّالِث لما أُخْتهَا كَقَوْلِه تَعَالَى لما يقْض مَا أمره بل لما يَذُوقُوا عَذَاب وتشارك لم فِي أَرْبَعَة أُمُور وَهِي الحرفية والاختصاص بالمضارع وجزمه وقلب زَمَانه إِلَى الْمُضِيّ وتفارقها فِي أَرْبَعَة أُمُور أَحدهَا أَن الْمَنْفِيّ بهَا مُسْتَمر الانتفاء إِلَى زمن الْحَال بِخِلَاف الْمَنْفِيّ بلم فَإِنَّهُ قد يكون مستمرا مثل لم يلد وَقد يكون مُنْقَطِعًا مثل هَل أَتَى على الْإِنْسَان حِين من الدَّهْر لم ين شَيْئا مَذْكُورا لِأَن الْمَعْنى أَنه

1 / 83