شرح نهج البلاغة
محقق
محمد عبد الكريم النمري
الناشر
دار الكتب العلمية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٨ هجري
مكان النشر
بيروت
أعجلتها المنون عنا ولكن
خلفت في ديارنا أفراخا
وعلى ذاك فالزمان بهم عاد
غلاما من بعد | ما كان شاخا
وأم الرضي أبي الحسن فاطمة بنت الحسين بن أحمد بن الحسن الناصر الأصم ، أبي طالب عليهم السلام ، شيخ الطالبيين وعالمهم وزاهدهم ، وأديبهم وشاعرهم ، ملك بلاد الديلم والجبل ، ويلقب بالناصر للحق ، جرت له حروب عظيمة مع السامانية ، وتوفي بطبرستان سنة أربع وثلاثمائة ، وسنة تسع وسبعون سنة ، وانتصب في منصبه الحسن بن القاسم بن الحسين الحسني ، ويلقب بالداعي إلى الحق . | وهي أم أخيه أبي القاسم علي المرتضى أيضا . | وحفظ الرضي رحمه الله القرآن بعد أن جاوز ثلاثين سنة في مدة يسيرة ، وعرق من الفقه والفرائض طرفا قويا ، وكان رحمة الله عالما أديبا ، وشاعرا مفلفا ، فصيح النظم ، ضخم الألفاظ ، قادرا على القريض متصرفا في فنونه ، إن قصد الرقة في النسيب أتى بالعجب العجاب ، وأن أراد الفخامة وجزالة الألفاظ في المدح وغيره أتى بما لا يشق فيه غباره ، وإن قصد في المرائي جاء سابقا والشعراء منقطع أنفاسها على أثره ، وكان مع هذا مترسلا ذا كتابة قوية ، وكان عفيفا شريف يالنفس ، علي الهمة ، ملتزما بالدين وقوانينه ، ولم يقبل من أحد صلة ولا جائزة ، حتى أنه رد صلات أبيه ، وناهيك بذلك شرف نفس ، وشدة ظلف ، فأما بنو بويه فإنهم اجتهدوا على قوبله صلاتهم فلم يقبل . | وكان يرضى بالإكرام وصيانة الجانب وإعزاز الأتباع والأصحاب ، وكان هو أشد حبا وأكثبر ولاء للطالع منه للقادر ، وهو القائل للقادر في قصيدته التي مدحه بها ، منها : |
عطفا أمير المؤمنين فإننا
في دوحة العلياء لا نتفرق
ما بيننا يوم الفخار تفاوت
أبدا كلانا في المعالي معرق ) |
صفحة ٢٨