شرح المقدمة المحسبة
محقق
خالد عبد الكريم
الناشر
المطبعة العصرية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٩٧٧ م
مكان النشر
الكويت
تصانيف
فإن هذه الظروف أسماء مشكلة أيضًا لبنائها من حيث أشبهت الحروف. فـ «إذ» و«إذا» بنيا لاحتياجهما إلى غيرهما من الإضافة إلى ما بعدهما. و«إذ» ظرف لما مضى من الزمان. تضاف تارة إلى جملة من فعل وفاعل، وتارة [إلى جملة] من مبتدأ وخبر. مثال الأول: جئتك إذ قام زيد، ومثال الثاني: جئتك إذ زيد منطلق. فموضع الجملة منها جر بالإضافة، إذ الغالب على الظروف الإضافة من نحو: جئتك وقت الهاجرة، ووقت الصبح. فتلخيص «جئتك إذ قام زيد»، أي وقت قيام زيد، و«جئتك إذ زيد منطلق»، أي وقت انطلاق زيد. فالجملة بعد «إذ» مؤداة على حالها لأنها محكية، و«إذ» في موضع نصب على الظرف، ولا يتبين فيها ذلك لأنها مبنية.
والناصب للظرف لا يصح أن يكون الفعل الذي بعده لأن المضاف إليه لا يعمل في المضاف بلا خلاف فيه [بينهم].
وكذلك «إذا» وهي ظرف لما يأتي من الزمان بخلاف «إذ». وتضاف إلى الجملة بعدها من نحو: أجيئك إذا احمر البسر، وإذا قدم فلان، ونحوه.
وإذا وقع بعدها اسم مرفوع فليس رفعه عندنا بالابتداء، وإنما رفعه بإضمار فعل مثل: (إذا السماء انشقت) [السماء]، مرتفعة بإضمار فعل تقديره: إذا انشقت السماء انشقت. والفعل الثاني مفسر للأول. وإنما امتنع الرفع بالابتداء عند سيبويه وأصحابه لأن «إذا» فيها معنى الشرط، والشرط يطلب الفعل،
1 / 182