شرح مختصر الشمائل المحمدية

هانى فقيه ت. غير معلوم
98

شرح مختصر الشمائل المحمدية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٤١ هـ - ٢٠٢٠ م

تصانيف

* الوجه الرابع: دل الحديث على فضل أكل الخل والائتدام به، ومعلوم أن الخل ليس أجود الأدم، ففي الأدم ما هو أجود منه كاللحم والعسل، لكن النبي ﷺ قال ذلك - كما ذكر شراح الشمائل - باعتبار الحال الحاضرة حينها، ومن باب جبر وتطييب خاطر أهل بيته الذين قدموا له ذلك الخل، يوضح هذا ما أخرجه مسلم في صحيحه، عن حديث جابر بن عبد الله ﵄ قال: أخذ رسول الله ﷺ بيدي ذات يوم إلى منزله، فأخرج إليه فلقًا - كسرًا - من خبز، فقال: «ما من أدم؟»، فقالوا: لا إلا شيء من خل، قال: «فإن الخل نعم الأدم» (^١). * الوجه الخامس: دل الحديث على الحث على الاقتصاد في الطعام، وترك التأنق والتوسع فيه، فيأتدم ولو بالخل وما تيسر. * الوجه السادس: ذكر شرّاح الشمائل: أن النبي ﷺ لم يكن من عادته الكريمة حبس نفسه على نوع واحد من الأغذية، فإن ذلك يضر غالبًا بالصحة، وإن كان أفضل الأطعمة، لذلك كان يأكل ما اعتيد من لحم وفاكهة وتمر وغيره (^٢). قلت: لا شك أن التنويع في الأطعمة من الأمور المطلوبة لحفظ صحة البدن، كما يؤكده الأطباء المختصون بعلوم التغذية. * * *

(^١) «صحيح مسلم» (٢٠٥٢). (^٢) «أشرف الوسائل» ص ٢١٥، «جمع الوسائل» ١/ ١٩٩.

1 / 118