وبعضهم طلب الأمر لنفسه بحق له، وبايعه الأقلون الذين أعرضوا عن الدنيا وزينتها، ولم تأخذهم في الله لومة لائم، بل أخلصوا لله تعالى، <div>____________________
<div class="explanation"> أقول:
ويرد الأول: بأن الذي قاله العلامة ليس من القول بغير علم ولا من الشهادة بما لا يعلم... بل هو العلم بأحوالهم عن طريق أفعالهم وأقوالهم، فهو علم مستند إلى الحس. أما علم المعترض المدعي حصوله له فهو مستند إلى أخبار يروونها واجتهادات لهم في الآيات يرونها... ألا ترى إلى قوله: " فإنهم خير هذه الأمة كما تواترت بذلك الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال:
خير القرون القرن الذي بعثت فيهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم. وهم أفضل الأمة الوسط الشهداء على الناس... لهم كمال العلم وكمال القصد. إذ لو لم يكن كذلك للزم أن لا تكون هذه الأمة خير الأمم. وأن لا يكونوا خير الأمة، وكلاهما خلاق الكتاب والسنة " لكن الحديث المزعوم تواتره غير وارد من طرقنا، والآية إنما تدل على كون هذه الأمة خير الأمم ما دامت تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر...
وبالجملة، فقول العلامة علم مستند إلى الحس، ولا ريب في تقدم الحس على الحدس، بعد تسليم مستنده سندا ودلالة.
ويرد الثاني أولا: بأن في الصحابة والتابعين وأئمة الحديث ممن يرى تفضيل أمير المؤمنين عليهما مثل ذلك بل أكثر. وثانيا: هب أن الذين قالوا بتفضيلهما كانوا كما ذكرت، فهل الكثرة تستلزم الصواب، والله سبحانه وتعالى يقول: (وقليل من عبادي الشكور)؟</div>
صفحة ٧٤