<div>____________________
<div class="explanation"> عليه وآله وسلم أنه قال: " خير القرون قرني ثم الذين يلونهم " (1) لكنه - بعد الغض عن سنده والكلام في مدلوله - ليس على إطلاقه بل مقيد - بالاتفاق - بما إذا لم يرتدوا، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في أحاديث صحيحة أخرجوها: " ليردن علي الحوض غدا رجال من أصحابي ثم ليختلجن عن الحوض. فأقول: يا رب أصحابي. فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا من بعدك.
فأقول: سحقا سحقا... " (2) فيكون المعنى: خير القرون قرني ما لم يرتدوا على أدبارهم، ولم يحدثوا من بعدي، وهل الإرتداد إلا الإعراض عن الحق بعد معرفته والإيمان به؟
فظهر أن ما ورد في الكتاب والسنة في مدح هذه الأمة أو الصحابة، فهو أيضا من الأدلة التي يخبر بها عن الواقع ويصدق بها ما كان، فضلا عن أن يكون مانعا عن القول بالحق، أو دليلا لرفع اليد عن الحقيقة وبيانها...
فهذا موجز الكلام على ما قاله ابن تيمية.
ثم إنه شرع في الجواب التفصيلي بزعمه عما قال العلامة فقال (ص 152):
" قوله: تعددت آراؤهم بحسب تعدد أهوائهم.
فيكونون كلهم متبعين أهواءهم، ليس فيهم طالب حق، ولا مريد لوجه الله تعالى والدار الآخرة، ولا من كان قوله عن اجتهاد واستدلال، وعموم لفظه يشمل عليا وغيره، وهؤلاء الذين وصفهم بهذا هم الذين أثنى الله تعالى عليهم هو ورسوله، ورضي عنهم ووعدهم الحسنى... "</div>
صفحة ٦١