والتخلص من غضب الرحمن (1)، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية " (2) خدمت بها خزانة السلطان الأعظم، مالك رقاب الأمم، ملك ملوك طوائف العرب والعجم، مولى النعم، مسند الخير والكرم، شاهنشاه <div>____________________
<div class="explanation"> فهذا شرح هذا الكلام والدليل عليه، وهكذا يسقط قول ابن تيمية من " أن مجرد معرفة إمام وقته وإدراكه لا يستحق به الكرامة... ".
(1) وهذه هي الكرامة التي لا تحصل - بعد الإيمان بالله ورسوله - إلا بإدراك " الإمامة "، ولذا كانت أحد أركان الإيمان، بحيث تنتفي " الكرامة " بانتفاء أحدها. فإن قيل: فالإمامة آخر المراحل، فكيف تكون أهم وأشرف؟
قلنا: قد أشرنا إلى أن الإمامة نيابة النبوة، والنبوة من الله، كما أشرنا من قبل إلى أن الإمامة أهم المطالب في أحكام الدين، والدين هو الإيمان بالتوحيد والرسالة، فسقط السؤال المذكور.
(2) حديث: " من مات... " من أصح الأحاديث المتفق عليها، وهذا أحد ألفاظه، وله ألفاظ أخرى ولا بد أن ترجع كلها إلى معنى واحد ومقصد فارد، وهو ما صرح به ونص عليه اللفظ فتأمل، كقوله: " من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية " وقوله: " من مات بغير إمام مات ميتة جاهلية " وقوله " من مات وليس عليه طاعة إمام مات ميتة جاهلية " وقوله: " من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية " وقوله: " من فارق الجماعة شبرا فمات فميتته جاهلية " (1).</div>
صفحة ١٧