شوقا فإنها تبعث عن القوى المدركة اما إلى طلب بحسب ادراك الملائمة في الشئ اللذيذ أو النافع سواء كان ادراكا مطابقا أو غير مطابق وتسمى شهوة واما إلى دفع ومقاومة لادراك منافاة في الشئ المكروه أو الضاد وتسمى غضبا وتليها القوة المحركة الفاعلة وهي قوة تنبعث في الأعصاب والعضلات من شأنها تشنيج العضلات لجذب الأوتار والرباطات وارخائها وتمديدها وهي المسماة بالقدرة وهي بالحقيقة المحركة وما عداها فيجرى مجرى الامر الباعث بإشارته والله الموفق.
البحث السادس في الأرواح الحاملة لهذه القوى واعلم أن لكل واحدة من القوى المدركة والمحركة روحا يختص به هو الحامل له تسمى روحا نفسانيا وتولده من (1) بطون الدماغ وينفذ في شظايا العصب إلى سائر البدن ويقوم القوى النفسانية وينصب إلى آلاتها ويحفظها على حالها وتولده يكون من جسم آخر يسمى روحا حيوانيا يتولد في القلب من بخار الدم الصافي اللطيف النقي ومن الهواء الداخل للاستنشاق وكيفية تولد النفساني عنه ان الروح الحيواني يصعد من القلب إلى الدماغ في العرقين الضاربين المعروفين بعرقي السبات (2) الصائرين إلى الدماغ وينفذان إلى القحف إلى الموضع المعروف بقاعدة الدماغ وينقسمان هناك بضروب من القسم (3) ويكثر ما يتفرع منهما (4) من العروق فيصير بعضها فوق بعض ويخالط بعضها بعضا ويلتوي (5) بعضها على بعض ويشتبك حتى ينتسج من ذلك (6) نسيجة تشبه الشبكة ثم بعد انتساجها يصير منها عرقان ضاربان شبيهان بالأولين ويصعدان إلى فوق هذا الموضع فيتفرقان (7) فيه فإذا صعد الروح الحيواني من القلب وصار في هذه النسيجة وجال في عروقها ومكث طويلا
صفحة ١١