شرح مسائل الجاهلية
الناشر
دار العاصمة للنشر والتوزيع الرياض
رقم الإصدار
الطبعة الأولى ١٤٢١هـ
سنة النشر
٢٠٠٥م
تصانيف
المسألة السادسة: الاحتجاج بما عليه الأقدمون دون نظر إلى مستنده
...
الاحتجاج بما عليه الأقدمون دون نظر إلى مستنده
المسألة السادسة
[الاحْتِجَاجُ بالمُتَقَدِّمِينَ، كَقَوْلِهِ: ﴿قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى﴾ [طه:٥١]، وَقَوْلِهِ: ﴿مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ﴾ [المؤمنون: ٢٤] .
الشرح
أي: إذا جاءتهم الرسل بالحق احتجوا بآبائهم، فإن موسى ﵇ لما دعا فرعون إلى الإيمان احتج فرعون بما عليه الأولون ﴿قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى﴾ [طه:٥١] يريد أن يحتج بما عليه القرون الأولى التي سبقته من الكفرة، وهذه حجة باطلة، وهي حجة جاهلية. وكما قال قوم نوح لما دعاهم إلى الله، قالوا: ﴿مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَنْزَلَ مَلائِكَةً مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ﴾ [المؤمنون: ٢٤] فقابلوا دعوة نبي الله نوح بما عليه آباؤهم على أنه حق، وأن ما جاء به نوح باطل؛ لأنه مخالف لما عليه آباؤهم.
وكفار قريش يقولون: ﴿مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا
1 / 63