188

شرح المصابيح لابن الملك

محقق

لجنة مختصة من المحققين بإشراف

الناشر

إدارة الثقافة الإسلامية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م

تصانيف

"وزرعوا به" فهذان القسمان من الأرض منتفع بهما.
"وأصاب منها طائفةً أخرى إنما هي قيعان": جمع قاع، وهي الأرض المستوية.
"لا تمسك ماءً ولا تنبت كلأً" لكونها سبخةً، وإنما نفًى الكلأ لأن بعض القيعان قد ينبت كلأً وإن لم يمسك ماء.
وفيه تنبيه على أنها غير قابلة أصلًا لا للانفعال ولا للفعل.
"فذلك"؛ أي: المذكور من الأنواع الثلاثة للأرض "مثل من فقُه" بالضم؛ أي: صار فقيهًا "في دين الله، ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلَّم" بتشديد اللام، هذا مثل الطائفة الأولى التي قبلت الماء وأنبتت الكلأ، فقبول الماء إشارة إلى العلم، وإنبات الكلأ إشارة إلى التعليم.
"ومثل من لم يرفع بذلك رأسًا" عدم رفع رأسه بالعلم كنايةٌ عن عدم الانتفاع به؛ لعدم العمل به، أو للإعراض عنه إلى حطام الدنيا، هذا مَثَلُ الطائفة الثانية التي لم تقبل الماء، فأمسكته فنفع الله بها الناس.
"و" مثل من "لم يقبل هدى الله الذي أرسلت به": وهو الدين هذا مثل الطائفة الثالثة التي لا تمسك ماءً ولا تنبت كلأً.
* * *
١١٢ - وقالتْ عائشةُ ﵂: تلا رسولُ الله ﷺ: " ﴿هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ﴾ "، قالت: قال رسول الله ﷺ: "فإذا رأيتِ الذينَ يتَّبعون ما تشابهَ منه، فأولئكَ الذينَ سمَّى الله، فاحذَروهم".
"وقالت عائشة ﵂: تلا رسول الله ﷺ: ﴿هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ

1 / 157