شرح المصابيح لابن الملك
محقق
لجنة مختصة من المحققين بإشراف
الناشر
إدارة الثقافة الإسلامية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م
تصانيف
بـ (العلم) هنا: الوحيان الظاهر والخفي، والهدى وسيلةٌ إلى العلم، فلذا قدمه ﷺ، وفي "العوارف": العلم جملةٌ موهوبة من الله تعالى للقلوب، والهدى وجدان القلوب ذلك. ويجوز أن يكون المراد منهما شيئًا واحدًا.
"كمثل الغيث"؛ أي: المطر.
"الكثير": وإنما مثَّل ﵊ العِلْمَ بالغيث؛ لأنه يحيي القلب الميت إحياء الغيث البلدَ اليابس، وشبهه بالغيث دون المطر لأن الغيث هو المطر المحتاج إليه، وقد كان الناس محتاجين إلى الهداية والعلم قبل مبعثه، فأفاض الله عليهم سجال العلم والهدى ببعثه ﵊، ووصفه بالكثير لأن الإنبات لا يحصل إلا بالكثير منه.
"أصاب أرضًا": صفة للغيث على تقدير أن تكون اللام فيه للجنس أو زائدةً.
"فكانت منها"؛ أي: من الأرض، صفة (طائفة) قدِّمت عليها فصارت حالًا.
"طائفة"؛ أي: قطعة.
"طيبة"؛ أي: غير خبيثة بسباخٍ ونحوه.
"قبلت الماء"؛ أي: دخل الماء فيها لِلِينها.
"فأنبتت" عقيب قبول الماء.
"الكلأ والعشب الكثير" قيل: (الكلأ) هو العشب يابسًا كان أو رطبًا، و(العشب) الكلأ الرطب، فيكون عَطَفَ الأخصَّ على الأعم للاهتمام بشأنه.
"وكانت منها أجادب" بالجيم والدال المهملة: جمع أجدب، وهي الأرض الصلبة التي لا تنبت.
"أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا" دوابهم.
1 / 156