هذا توكيد لما تقدم من القول في كلام الله - عز وجل -، من الإيمان بأن القرآن كلام الله، منزل، غير مخلوق ، منه بدأ، وإليه يعود، وأن الله تكلم به حقيقة، وأن هذا القرآن الذي أنزله على محمد - صلى الله عليه وسلم - هو كلام الله حقيقة، لا كلام غيره، ولا يجوز إطلاق القول بأنه حكاية عن كلام الله، أو عبارة عنه، بل إذا قرأه الناس أو كتبوه في # المصاحف؛ لم يخرج بذلك عن أن يكون كلام الله تعالى حقيقة، فإن الكلام إنما يضاف حقيقة إلى من قاله مبتدئا، لا إلى من قاله مبلغا مؤديا، وهو كلام الله، حروفه، ومعانيه، وليس كلام الله الحروف دون المعاني، ولا المعاني دون الحروف، ولذلك وجب الاعتصام به، قال الله تعالى: {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا} (¬1).
ولا تجادل أحدا في آية وارتدع:
هذا توجيه إلى أن ما مضى من القول يقتضي التسليم المطلق لكلام الله - عز وجل -، جملة وتفصيلا، وأنه لا مجال للمراء في شيء منه ولو آية واحدة، ومن فعل ذلك فقد خالف نهج أهل السنة والجماعة.
صفحة ٥٧