وأما الثلاثي المضموم فلا يؤثر في مضارعه حرف الحلق، لأن وزنه لا يتغير كما مر فانظره، كصبح ويصبح، وضخم يضخم بضمها.
وأما الثلاثي المكسور فلا يؤثر فيه حرف الحلق، وما الفتح في مضارعه إلا لتخالف حركته حركة ماضيه على ما مر في محله، وليس لأجل حرف الحلق، وفهم من قوله لدى الحلقي أن حرف الحلق إذا كان فاء لا يؤثر، ووجه فهم ذلك منه أن أل في الحلقي للعهد الذكري، وهو حرف الحلق في قوله: وفتح ما حرف حلق غير أوله، فإن حرف الحلق الذي هو ليس بأول أي بفاء هو عين الكلمة أو لامها، ولا يشترط في العهد الذكري ذكر للفظ الأول بتمامه على ما هو عليه.
وسواء في ذلك كان قوله: لدى الحلقي بلام مفتوحة ودال مهملة مفتوحة، أو بلام مكسورة وذال معجمة مكسورة.
وأما إذا كسرت اللام، وأعجمت الذال، وفتحت فتصريح بذلك لأن ذا إشارة على حرف الحلق في غير أوله، وإنما لم يؤثر حرف الحلق إذا كان أولا أي فاء، لأنه يسكن في المضارع في الجملة، والساكن ضعيف لا يوجب فتح ما بعده الضعفه بالسكون والفتح، إنما هو لثقل حرف الحلق وهو هنا خفيف بالسكون، وإذا لم يسكن حمل على ما إذا سكن، أو يقال إنه لا يثقل بالتحريك لكونه أولا في الماضي بعد أول في المضارع، ولذلك لا يؤثر إذا كان عين الكلمة تلزم السكون، لكونها من ذوات الواو، كجاع يجوع، أو الياء كباع يبيع، أو التضعيف كشح يشح بضم المضارع، وذلك أن الكلمة قد خفت بالسكون والفتح لكونه ثقيلا بالنسبة غليه يصيرها ثقيلا.
قال صاحب تحقيق المقال: ولم تؤثر حروف الحلق فاءات، لأنها تسكن في المضارع، وليس ما بعدها بمنزلة ما قبل اللام.
صفحة ٧٥