ضم كيبغى وما صرفت من دخلا أي المضارع الذي عينه أو لامه حرف حلق الذي هو غير دال على المفاخرة، تفتح عينه باتفاق من الكسائي وغيره، وبشيوع إن لم يضاعف ولم يشتهر بكسر أو ضم، وذلك كالمضارع المشتق من مصدر سأل بسين مهملة، فهمزة مفتوحة، وهو يسأل، لأن حرف الحلق ثقيل فخففوا ما هو فيه عينا أو لاما بالفتح في عينه، فإن حروف الحلق أثقل الحروف لتباعدها بالقياس إلى سائرها، والفتح أخف الحركات ففر به من ثقل حروف الحلق الذي هو أمر ثابت للمعادلة.
ولا يقال إنه أتى بحرف الحلق الثقيل ليقاوم ثقله خفة الفتخ، لأن الفتح ليس ثابتا إلا بعد ثبوت حرف الحلق كذلك.
قالوا: وقد يبحث فيه بأنه إنما تحسن المعادلة لو كان المطلوب الذي هو المشروط، كون العين واللام أحد حروف الحلق، فيقال: لا بد من الفتح، فيحصل التعادل فيندفع الثقل، وتحصل الخفة أما حيث كان الأمر بالعكسر وهو أن المشروط المطلوب يفعل بالفتح فلا يضر ترك المعادلة إذ اللازم على تركها غاية الخفة، وهو حسن مطلوب، لا محذور فيه، فليتأمل قاله ابن قاسم نحو: سأل يسأل، ودعب يدعب مزح، وذهب يذهب، ورعبنه يرعبه أفزعه، وسحبه يسحبه جره على الأرض، وشعب الإناء يشعبه صدعه، وشعبه يشعبه أيضا أصلح شعبه وأزاله، وبغته يبغته دخل عليه بغتة، وبهته يبهته افترى عليه، وسحت اللحم عن الطعام يسحته قشره.
وبحث عنه يبحث طلبه، وبعثه يبعثه أثاره، ولهث يلهث أخرج لسانه عطشا أو عياء، وجحده يجحده أنكره مع ثبوته، واستعماله بمعنى مطلق النفي مجاز، وجهد يجهد أي أتى بطاقته، وسعد يسعد، ولحده يلحده عمل له لحدا أو دفنه فيه، ولحد القبر يلحده وهو شق داخله عن جانب، ولحد عن الحق يلحد مال عنه ومال عن جانبه، ومهده يمهده وطأه، وشحد السكين يشحدها حدها، وبحره يبحره شقه، وبعر البعير وبعر النوه هاج يبعر.
صفحة ٦٩