وإن كان الماضي مفتوح العين، أو كان المضارع مفتوح العين، فالإتمام نحو: رددت بفتح الراء والدال الأولى، وإسكان الثانية، وقررن في المكان بفتح القاف والراء التالية لها في لغة من جعل قر بالمكان من باب ضرب يضرب، ونحو: يقررن بسكون القاف وفتح الراء الأولى مضارع قررت بكسر الراء، من باب علم يعلم وهو لغة، وقل حذف العين في الماضي نحو: ردت بفتح الراء وسكون الدال الثانية، وحذف الأولى بينهما، وقل حذف العين في المضارع، ونقل فتحتها للفاء فتفتح بعد أن كانت ساكنة نقلا من الراء الأولى المحذوفة التي عين الكلمة، وحذف همزة الأمر الوصلية لعدم الاحتياج إليها لتحريك ما بعدها، وعلى هذا قراءة نافع وعلصم: (وقرن في بيتوكن) بفتح القاف نقلا من الراء الأولى المحذوفة، وحذف الهمزة.
ووجه قلة الحذف في الماضي المفتوح، وقلة الحذف مع النقل في المضارع المفتوح، وقلة النقل وحذف العين وهمزة الوصل في الأمر المفتوح، أن ذلك تخفيف للخفيف، لأن المفتوح خفيف فلا حاجة إلى تخيفه، وتحتمل قراءة: (وقرن) بكسر القاف أن يكون فيها أمر من الوقار، وقر يقر كوعد يعد، فالقاف عين الكلمة، والراء لامها وفاؤها محذوفة، وهي واو، وتحتمل قراءة: (وقرن) بالفتح أن يكون فيها أمر من قار يقار، كخاف يخاف بمعنى الاجتمع، ولا يترجح كون قرن بكسر القاف أمرا من قررت بفتح الراء الأولى، لا من وقر يقر لمجرد توافق قراءة قرن بفتحها، لأنا نقول يتم هذا الترجيح لو كان قرن بالفتح متعينا لأن يكون أمرا من قررت بكسر الراء، وليس كذلك لجواز كونه أمرا من قار يقار كما مر.
صفحة ٣٨