"وَمَعْرِفَتُهَا" أَيْ: مَعْرِفَةُ أُصُولِ الْفِقْهِ "فَرْضُ كِفَايَةٍ١، كَالْفِقْهِ" قَالَ فِي "شَرْحِ التَّحْرِيرِ٢": وَهَذَا٣ الصَّحِيحُ، وَعَلَيْهِ أَكْثَرُ الأَصْحَابِ. قَالَ فِي "آدَابِ الْمُفْتِي"٤: "وَالْمَذْهَبُ أَنَّهُ فَرْضُ كِفَايَةٍ كَالْفِقْهِ"٥ اهـ.
وَقِيلَ: فَرْضُ عَيْنٍ. قَالَ ابْنُ مُفْلِحٍ٦ فِي "أُصُولِهِ" - لَمَّا حَكَى هَذَا الْقَوْلَ-: وَالْمُرَادُ لِلاجْتِهَادِ. فَعَلَى هَذَا الْمُرَادِ يَكُونُ الْخِلافُ لَفْظِيًّا.
"وَالأَوْلَى" وَقِيلَ: يَجِبُ "تَقْدِيمُهَا" أَيْ تَقْدِيمُ تَعَلُّمِ أُصُولِ الْفِقْهِ
_________
١ وهو ما اختاره العلامة تقي الدين أحمد بن عبد الحليم بن تيمية. "انظر المسودة ص٥٧١".
٢ المراد به كتاب "التحبير في شرح التحرير" للإمام علي بن سليمان المرداوي الحنبلي المتوفي سنة ٨٨٥هـ. شرح فيه كتابه "تحرير المنقول وتهذيب علم الأصول". "انظر الضوء اللامع ٥/ ٢٢٥، البدر الطالع ١/ ٤٤٦، المدخل إلى مذهب الإمام أحمد ص٢٣٩".
٣ في ش: وهذا هو.
٤ كتاب "آداب المفتي" للعلامة أحمد بن حمدان الحرني الحنبلي المتوفي سنة ٦٩٥هـ. وتذكره كتب الفقه والتراجم بهذا الاسم وباسم "صفة المفتي المستفتي". وقد طبع بدمشق سنة ١٣٨٠هـ، باسم "صفة الفتوى والمفتي والمستفتي".
٥ صفة الفتوى والمفتي والمستفتي ص١٤.
٦ هو محمد بن مفلح بن مفرج المقدسي الحنبلي، شمس الدين، أبو عبد الله، شيخ الإسلام، وأحد الأئمة الأعلام. قال ابن كثير: "كام بارعًا فاضلًا متقنًا في علوم كثيرة" وقال ابن القيم: "ما تحت قبة الفلك أعلم بمذهب الإمام أحمد من ابن مفلح". وهو صاحب التصانيف النافعة كـ"الفروع" في الفقه و"الآداب الشرعية" و"شرح المقنع" الذي بلغ ثلاثين مجلدًا. وله كتاب قيم في الأصول ذكره ابن العماد فقال: "وله كتاب جليل في أصول الفقه، حذا فيه حذو ابن الحاجب في مختصره". وقد اعتمد عليه المرادي. وجعله أصلًا لكتابه "التحرير". توفي سنة ٧٦٣هـ. "انظر ترجمته في الدرر الكامنة ٥/ ٣٠، شذرات الذهب ٦/ ١٩٩، المدخل إلى مذهب الإمام أحمد ص٢٢٣، ٢٣٧، ٢٤١".
1 / 47