"عَلَيْهِ" أَيْ عَلَى تَعَلُّمِ الْفِقْهِ، لِيُتَمَكَّنَ بِمَعْرِفَةِ١ الأُصُولِ إلَى اسْتِفَادَةِ مَعْرِفَةِ الْفُرُوعِ٢.
قَالَ أَبُو الْبَقَاءِ الْعُكْبَرِيُّ٣: "أَبْلَغُ٤ مَا يُتَوَصَّلُ٥ بِهِ إلَى إحْكَامِ الأَحْكَامِ: إتْقَانُ أُصُولِ الْفِقْهِ، وَطَرَفٍ مِنْ أُصُولِ الدِّينِ"٦.
"وَيُسْتَمَدُّ" عِلْمُ أُصُول الْفِقْهِ مِنْ ثَلاثَةِ أَشْيَاءَ: "مِنْ أُصُولِ الدِّينِ، وَ" مِنْ "الْعَرَبِيَّةِ، وَ" مِنْ "تَصَوُّرِ الأَحْكَامِ". وَوَجْهُ الْحَصْرِ: الاسْتِقْرَاءُ٧.
وَأَيْضًا: فَالتَّوَقُّفُ إمَّا أَنْ يَكُونَ مِنْ جِهَةِ ثُبُوتِ حُجِّيَّةِ الأَدِلَّةِ٨. فَهُوَ أُصُولُ الدِّينِ وَإِمَّا أَنْ يَكُونَ التَّوَقُّفُ مِنْ جِهَةِ دَلالَةِ الأَلْفَاظِ عَلَى الأَحْكَامِ، فَهُوَ الْعَرَبِيَّةُ بِأَنْوَاعِهَا وَإِمَّا أَنْ يَكُونَ التَّوَقُّفُ مِنْ جِهَةِ تَصَوُّرِ مَا يَدُلُّ بِهِ
_________
١ في ش: من معرفة.
٢ قال تقي الدين بن تيمية: "وتقديم معرفته –أي أصول الفقه- أولى عند ابن عقيل وغيره؛ لبناء الفروع عليها. وعند القاضي –إي أبي يعلى-: تقديم الفروع أولى؛ لأنها الثمرة المرادة من الأصول". "المسودة ص٥٧١، وانظر صفة الفتوى والمفتي والمستفتي ص١٤ وما بعدها".
٣ هو عبد الله بن الحسين بن عبد الله العكبري البغدادي الحنبلي، كان فقيهًا مفسرًا فرضيًا نحويًا لغويًا. قال الداودي: "كان صدوقًا، غزير الفضل، كامل الأوصاف، كثير المحفوظ ... وكان لا تمضي عليه ساعة من نهار أو ليل إلا في العلم". ألف كتبًا كثيرة منها "تفسير القرآن" و"البيان في إعراب القرآن" و"التعليق في مسائل الخلاف في الفقه" و"المرام في نهاية الأحكام" و"مذاهب الفقهاء" توفي سنة ٦١٦هـ. "انظر ترجمته في ذيل طبقات الحنابلة ٢/ ١٠٩ وما بعدها، وفيات الأعيان ٢/ ٢٨٦، بغية الوعاة ٢/ ٣٨، طبقات المفسرين للداودي ١/ ٢٢٤ وما بعدها".
٤ في ب: اكبر.
٥ في ش ز ع: توصل.
٦ انظر صفة الفتوى والمفتي والمستفتي ص١٤.
٧ انظر الإحكام للآمدي ١/ ٧، إرشاد الفحول ص٦.
٨ في ش: الأدلة وهو علم الكلام.
1 / 48