300

شرح جالينوس ل كتاب أبقراط المسمى افيذيميا

تصانيف

وفي افتتاح هذا الكلام أن هذا العصب بالقرب من «الفقرة العظمى» وفي الرقبة ثلاث فقرات عظام وهي الأولى والثانية والسادسة. والأولى أن يكون أبقراط عنى «بالفقرة العظمى» في هذا الموضع إحدى الفقرتين الأولتين لأنه يجب عندي أن يكون أبقراط قصد لوصف الطريق الذي يسلكه هذا العصب كله من أوله كان أبقراط إنما كتب ما كتب من هذا تذكرة لنفسه أو كان كتبه لأولاده. وعظم الفقرة الأولى التي تتصل بالرأس غير عظم الفقرة الثانية وذلك أن الفقرة الأولى تفضل على الثانية في العرض والثانية تفضل على الأولى في الثخن. وهذا الزوج من العصب الذي تقدم ذكره ينحدر إذا نبت من الدماغ نحو هاتين الفقرتين ويلقى خاصة الفقرة الثانية. وذلك أنه لما كان منشأ هذا العصب من عظم الرأس حيث القحف مثقوب من جنبيه في طرفي الشأن الشبيه باللام Λ في كتاب اليونانيين لم يكن يمكن أن يلقى منشؤه الفقرة الأولى ولذلك يجري شبيها بالمتعلق إلى أن ينتهي إلى الفقرة الثانية وهو إليها أقرب.

وعلى الموضع الأوسط من هذه الفقرة أيضا يجري «المريء» فإن المريء يبتدئ من أسفل عظم الرأس من قاعدة طرفي الشأن الشبيه باللام Λ الذي ذكرنا من قدام فيجب أيضا ألا يمكن أن يلقى المريء الفقرة الأولى لكن يكون اتصاله بالرقبة من عند الفقرة الثانية.

وعند هذه الفقرة أيضا عرقان ضاربان وذانك العرقان أيضا مفارقان للفقرة الأولى وذلك أنهما في ارتفاعهما إلى الدماغ أميل إلى قدام من ابتداء المريء ومن منشأ هذا العصب وابتدائه الأولى.

صفحة ٦٨٨