وأنا واصف أمر هذا العصب الذي تكلم فيه وراجع إلى أول الكلام فيه فأقول إن هذا «العصب» الذي كلام أبقراط فيه في هذا الموضع ينبت «من الدماغ» بالقرب من منشأ النخاع. وليس بعد هذا الزوج من العصب النابت من الدماغ إلا زوج واحد ينبعث نحو زائدتي الرأس وليست به حاجة إلى ذكر ذلك الزوج من العصب في هذا القول فأما هذا الزوج من العصب الذي كتب أبقراط في هذا الموضع فهو الزوج الذي يعده مارينس الزوج السادس من أزواج العصب النابت من الدماغ. وقد يظن أن بين مارينس وبين إيروفيلس في هذا اختلاف وليست بك حاجة إلى أن أذكر لك شيئا في ذلك الاختلاف في هذا الموضع لأن الكلام في هذا الزوج هل ينبغي أن يحسب السادس أو السابع أو الثامن أو التاسع أو غيرها من أزواج العصب النابت من الدماغ في طريق آخر يطول. فأما مارينس فوصف الطريق الذي يسلكه هذا العصب كله في انحداره من العنق والصدر إلى ما دون الحجاب كما وصفه أبقراط في هذا الموضع ورام أن يشرح قول أبقراط ويبين أن قوله حق لكنه غامض لاقتصاره.
صفحة ٦٨٦