شرح جالينوس ل كتاب أبقراط المسمى افيذيميا

حنين بن اسحاق ت. 259 هجري
137

شرح جالينوس ل كتاب أبقراط المسمى افيذيميا

تصانيف

وأنا مبتدئ بالتفسير على نحو النسخة الأولى التي فيها «لوقيس في آخر أيام مرضه أصابه طحال عظيم». وكأنه يشير بقوله «في آخر أيام مرضه» إلى أن لوقيس هذا كان مرض مرضا طويلا ثم آل مرضه بأخرة إلى ورم في «الطحال» مؤلم لزمته بسببه «حمى وألم منكبه» بمشاركة طحاله يعني بالمنكب الذي من جانب الطحال وذلك مما يدل أيضا على عظم ذلك الورم الذي كان في طحاله.

وحقيقة الأمر في هذه المشاركة في الألم أن الوجع أولا يتصل بالترقوة خاصة ثم بالمنكب لاتصاله بالترقوة. وكما أنا قد نرى في أصحاب ذات الجنب الوجع يتراقى كثيرا إلى الترقوة وربما اتصل مع ذلك بالمنكب كذلك قد نرى في الندرة هذه المواضع تألم بمشاركة الطحال إلا أن أصحاب ذات الجنب إذا كانت العلة فيهم في الغشاء المستبطن للأضلاع فليس بمستنكر أن يتراقى الوجع فيهم إلى الترقوة. فأما عند علل الطحال فإن المشاركة الأولى تتصل بالغشاء الممدود على البطن فتصل به إلى العضلة التي يقال لها «الحجاب» والمشاركة الثانية تكون باتصال الحجاب بالغشاء المستبطن للأضلاع والمشاركة الثالثة تكون باتصال ذلك الغشاء بالترقوة والمشاركة الرابعة تكون باتصال المنكب بالترقوة.

صفحة ٣٥٢