ويعم الفرقتين جميعا الطلب والبحث عن سبب «تقطير البول» العارض بسبب الحمل وهذا العرض قد يدلك اسمه فضلا عما سواه أنه إنما هو خروج البول قطرات أعني قليلا قليلا من أصحاب هذه العلة ولم يخبر أحد منهم بالسبب الذي له صارت المثانة في أصحاب هذه العلة لا تلبث إلى أن تجتمع فيها من البول كمية ذات قدر لكنها حين يصير فيها شيء منه تهيج لدفعه وإن كان يسيرا جدا.
وقد ادعى قوم منهم أن السبب في ذلك مزاحمة الحمل للمثانة على أن أبقراط إنما قال: «إنه كان أصابها حين حملت تقطير البول» يعني منذ أول حملها من قبل أن تنتفخ الرحم وتخفو. وقد نرى أيضا من النساء من يكون لها بطن عظيم وتكون حبلى بتوءم ولا يعرض لها تقطير البول ولو كان انتفاخ الرحم هو سبب تقطير البول لقد كان ذلك سيعرض لتلك لا محالة وكان حدوثه بها أولى. وادعى قوم أن السبب في ذلك كثرة الدم وادعى آخرون أن السبب فيه غلظ الدم وآخرون أسبابا أخر غير هذه مما هو أبعد من أن يقبل ويقنع به.
صفحة ٣١٨