شرح حصن المسلم من أذكار الكتاب والسنة

مجدي بن عبد الوهاب الأحمد ت. غير معلوم
89

شرح حصن المسلم من أذكار الكتاب والسنة

الناشر

مطبعة سفير

مكان النشر

الرياض

تصانيف

قوله: «لبيك» من اللب بالمكان إذا أقام به ولزمه؛ ومعناها: أنا مقيم على طاعتك. قوله: «وسعديك» أي: إسعادًا بعد إسعاد. قوله: «والشر ليس إليك» اعلم أن مذهب أهل الحق أن جميع الكائنات خيرها وشرها، نفعها وضرها، كلها من الله ﷾، وبإرادته وتقديره هو ﷾ وقد اختلف العلماء في تفسيره، على عدة أقوال: الأول: أن معناه: والشر لا يُتقرَّب به إليك - هو الأشهر -. والثاني: لا يصعد إليك، إنما يصعد الكلم الطيب. والثالث: لا يضاف إليك أدبًا؛ فلا يقال: يا خالق الشر، وإن كان خالقه، كما لا يقال: يا خالق الخنازير، وإن كان خالقها. والرابع: ليس شرًّا بالنسبة إلى حكمتك؛ فإنك لا تخلق شيئًا عبثًا - وهذا قوي - والله أعلم. قوله: «أنا بك وإليك» أي: بك أستجير، وإليك ألتجئ، وبك أحيا وأموت، وإليك المرجع والمصير، أو أنا قائم بك؛ لأن جميع الموجودات الممكنة قائمة بك، وراغب إليك ...، ونحو ذلك من التقديرات. قوله: «تباركت»: استحققت الثناء العظيم المتزايد. قوله: «وتعاليت» أي: تعظمت عن مُتَوهم الأوهام، ومتصور الأفهام، وعن كل النقائص.

1 / 90