شرح حصن المسلم من أذكار الكتاب والسنة

مجدي بن عبد الوهاب الأحمد ت. غير معلوم
16

شرح حصن المسلم من أذكار الكتاب والسنة

الناشر

مطبعة سفير

مكان النشر

الرياض

تصانيف

السادسة والأربعون: أن الذكر أصل موالاة الله ﷿ والغفلة أصل معاداته، وأن العبد لا يزال يذكر ربه حتى يحبه فيواليه، ولا يزال يغفل عنه حتى يبغضه فيعاديه. السابعة والأربعون: أنه ما استجلبت نعم الله - تعالى - واستدفعت نقمهُ بمثل ذكره، فالذكر جلاَّب للنعم، دفَّاع للنقم؛ قال بعض السلف: «ما أقبح الغفلة عن ذكر من لا يغفل عن بِرّك». الثامنة والأربعون: الذكر يوجب صلاة الله ﷿ وملائكته على الذاكر، ومن صلى عليه الله وملائكته فقد أفلح، وفاز كل الفوز؛ ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا * هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ﴾ (١). التاسعة والأربعون: أن من شاء أن يسكن رياض الجنة؛ فليستوطن مجالس الذكر؛ فإنها رياض الجنة. الخمسون: أن مجالس الذكر مجالس الملائكة، فليس من مجالس الدنيا لهم مجلس، إلا مجلس يذكر الله فيه، كما ورد في قوله: «إن لله ملائكة يطوفون في الطُّرق، يلتمسون أهل الذكر». الحديث (٢). الحادية والخمسون: أن الله ﷿ يباهي ملائكته بالذاكرين؛ كما جاء عن أبي سعيد الخدري ﵁ قال: «خرج معاوية على حلقة في

(١) سورة الأحزاب، الآيتات: ٤١ - ٤٣. (٢) رواه البخاري برقم (٦٤٠٨)، ومسلم برقم (٢٧٨٩). (م).

1 / 17