شرح حصن المسلم من أذكار الكتاب والسنة
الناشر
مطبعة سفير
مكان النشر
الرياض
تصانيف
السادسة والأربعون: أن الذكر أصل موالاة الله ﷿ والغفلة أصل معاداته، وأن العبد لا يزال يذكر ربه حتى يحبه فيواليه، ولا يزال يغفل عنه حتى يبغضه فيعاديه.
السابعة والأربعون: أنه ما استجلبت نعم الله - تعالى - واستدفعت نقمهُ بمثل ذكره، فالذكر جلاَّب للنعم، دفَّاع للنقم؛ قال بعض السلف: «ما أقبح الغفلة عن ذكر من لا يغفل عن بِرّك».
الثامنة والأربعون: الذكر يوجب صلاة الله ﷿ وملائكته على الذاكر، ومن صلى عليه الله وملائكته فقد أفلح، وفاز كل الفوز؛ ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا * هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ﴾ (١).
التاسعة والأربعون: أن من شاء أن يسكن رياض الجنة؛ فليستوطن مجالس الذكر؛ فإنها رياض الجنة.
الخمسون: أن مجالس الذكر مجالس الملائكة، فليس من مجالس الدنيا لهم مجلس، إلا مجلس يذكر الله فيه، كما ورد في قوله: «إن لله ملائكة يطوفون في الطُّرق، يلتمسون أهل الذكر». الحديث (٢).
الحادية والخمسون: أن الله ﷿ يباهي ملائكته بالذاكرين؛
كما جاء عن أبي سعيد الخدري ﵁ قال: «خرج معاوية على حلقة في
_________
(١) سورة الأحزاب، الآيتات: ٤١ - ٤٣.
(٢) رواه البخاري برقم (٦٤٠٨)، ومسلم برقم (٢٧٨٩). (م).
1 / 17