الفرات وإمكان المخاضات من العبور والذهاب فحينئذ آذن لنفسي وأهرب، وإنما قال ذلك لأن المشارع لا تضبط كما تضبط الجسور ومضائق الطرق".
فالمرزوقي يصور المعنى بوجدانه وعقله، يتدخل الوجدان في تخير الألفاظ وصوغ العبارات، ويتدخل العقل في هذا التعليل الذي يتبع كل معنى يصوره ويقرره، بينما نجد المصنف يقف في تصويره للمعنى عند الإيجاز، وبعبارات سهلة، لا تخير في ألفاظها ولا تأنق في صوغها.
وأما المصادر فإن المصنف يعتمد على شروح سبقته لم يرها المرزوقي، ولم يفد منها فمن ذلك شرح أبي رياش الذي أفاد المصنف منه في أكثر من موضع، ومثله المبهج في شرح أسماء شعراء الحماسة لابن جني، وهذان المصدران لم يقف عليهما المرزوقي، ولذا خلا شرحه مما فيهما من فوائد، قال عبد السلام هارون في الموازنة بين شرح المرزوقي وشرح التبريزي: "إن المرزوقي قد فاته كثير من أخبار الشعر ومناسباته، والكلام على أسماء الشعراء واشتقاق أعلامهم، وهما الميزتان اللتان امتاز بهما التبريزي عليه، والتبريزي في الناحية الأولى أفاد من شرح أبي رياش للحماسة، ويبدو أن كتاب أبي رياش لم يقع للمرزوقي حتى يمكنه الانتفاع به كما صنع التبريزي، وفي الناحية الأخرى قد أفاد من شرح أبي هلال ومن المبهج لابن جني".
وأفاد المصنف من شرح الديمرتي للحماسة وكذلك شرح أبي علي الاستراباذي ورأيته ينقل من "معاني أبيات الحماسة" لأبي عبد الله النمري دون عزو، وهذه الشروح الثلاثة لا أثر لها في شرح المرزوقي.
والمصنف أيضًا ينقل عن رجال لم يردوا في شرح المرزوقي مثل أبي سعيد السيرافي، وأبي علي القاساني، وأبي سعيد الفسوي.
2 / 19