شرح الحديث المقتفى في مبعث النبي المصطفى

أبو شامة ت. 665 هجري
35

شرح الحديث المقتفى في مبعث النبي المصطفى

محقق

جمال عزون

الناشر

مكتبة العمرين العلمية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٠هـ /١٩٩٩ م

مكان النشر

الشارقة/ الإمارات

يتَرَاءَى لَهُ ثَلَاث سِنِين، ويأتيه بِالْكَلِمَةِ من الْوَحْي، ثمَّ وكل بِهِ جِبْرِيل ﵇ فَجَاءَهُ بِالْقُرْآنِ وَالْوَحي ". قلت: لَا يَنْبَغِي أَن تعد هَذِه حَالَة سابعة بِاعْتِبَار اخْتِلَاف مَا بَين جِبْرِيل وإسرافيل ﵉، لِأَن كِلَاهُمَا ملك جَاءَهُ بِالْوَحْي من الله تَعَالَى، على أَن هَذِه رِوَايَة مُرْسلَة، وَحَدِيث عَائِشَة لَا ينافيها فَإِنَّهُ يجوز أَن يكون أول أمره الرُّؤْيَا، ثمَّ وكل بِهِ إسْرَافيل فِي تِلْكَ الْمدَّة الَّتِي كَانَ يَخْلُو فِيهَا بحراء، فَكَانَ يلقِي إِلَيْهِ الْكَلِمَة بِسُرْعَة وَلَا يُقيم مَعَه تدريجا لَهُ وتمرينا وتدريبا، إِلَى أَن جَاءَهُ جِبْرِيل فَعلمه بَعْدَمَا غطه ثَلَاث مَرَّات، فحكت عَائِشَة مَا جرى لَهُ مَعَ جِبْرِيل وَلم تحك مَا جرى لَهُ مَعَ إسْرَافيل اختصارا للْحَدِيث، أَو لم تكن وقفت على قصَّة إسْرَافيل، فَمَا كل مَا جرى للنَّبِي ﷺ من الْآيَات والعجائب قبل الْبعْثَة وَبعدهَا روته عَائِشَة ﵂، وَقد

1 / 77