شرح الحديث المقتفى في مبعث النبي المصطفى
محقق
جمال عزون
الناشر
مكتبة العمرين العلمية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٠هـ /١٩٩٩ م
مكان النشر
الشارقة/ الإمارات
خَدِيجَة فَقَالَ: زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي، فزملوه حَتَّى ذهب عَنهُ الروع، ثمَّ قَالَ لِخَدِيجَة: أَي خَدِيجَة مَالِي، وأخبرها الْخَبَر قَالَ: لقد خشيت على نَفسِي، قَالَت لَهُ خَدِيجَة: كلا أبشر، فوَاللَّه لَا يخزيك الله أبدا، وَالله إِنَّك لتصل الرَّحِم وَتصدق الحَدِيث، وَتحمل الْكل، وتكسب الْمَعْدُوم، وتقري الضَّيْف، وَتعين على نَوَائِب الْحق، فَانْطَلَقت بِهِ خَدِيجَة حَتَّى أَتَت بِهِ ورقة ابْن نَوْفَل بن أَسد بن عبد الْعُزَّى، وَهُوَ ابْن عَم خَدِيجَة أخي أَبِيهَا، وَكَانَ امْرَءًا تنصر فِي الْجَاهِلِيَّة، وَكَانَ يكْتب الْكتاب الْعَرَبِيّ، وَيكْتب من الْإِنْجِيل بِالْعَرَبِيَّةِ، مَا شَاءَ الله أَن يكْتب، وَكَانَ شَيخا كَبِيرا قد عمي، فَقَالَت لَهُ خَدِيجَة: أَي عَم، اسْمَع من ابْن أَخِيك، فَقَالَ ورقة: يَا بن أخي، مَاذَا ترى؟ فَأخْبرهُ رَسُول الله ﷺ خبر مَا رأى، فَقَالَ لَهُ ورقة: هَذَا الناموس الَّذِي أنزل على مُوسَى ﵇، يَا لَيْتَني فِيهَا جذعا، يَا لَيْتَني أكون حَيا حِين يخْرجك قَوْمك فَقَالَ رَسُول الله ﷺ: أَو مخرجي هم؟ قَالَ ورقة: نعم، لم يَأْتِ رجل قطّ بِمَا جِئْت بِهِ إِلَّا عودي، وَإِن يدركني يَوْمك أنصرك نصرا مؤزرا. انْتهى متن الحَدِيث إِلَى هُنَا فِي " كتاب مُسلم " وَاللَّفْظ لَهُ، وَأخرجه البُخَارِيّ فِي أول " صَحِيحه "، ثمَّ فِي تَفْسِير سُورَة اقْرَأ، وَفِي
1 / 58