شرح حديث عمار بن ياسر ﵁ -
محقق
أبي مصعب طلعت بن فؤاد الحلواني
الناشر
الفاروق الحديثة للطباعة والنشر
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م
تصانيف
ولأبي العتاهية:
ألا للموت كأس أي كأس ... وأنت لكأسه لابد حاسي
إِلَى كم والممات إِلَى قريب ... تذكر بالممات وأنت ناسي
وفي الجملة فينبغي للمؤمن أن يكون طول عمره زيادة في عمله، كما في "صحيح مسلم" (١) عن النبي ﷺ: "أنه كان يدعو: واجعل الحياة زيادة لي في كل خير".
قال بعضهم: من لا خير له في الموت لا خير له في الحياة.
يعني من لا تكون حياته زيادة في حسناته فلا خير له في الموت ولا في الحياة وقد رأى بعضهم النبي ﷺ في منامه فَقَالَ له: «مَنِ اسْتَوَى يَوْمَاهُ فَهُوَ مَغْبُونٌ، وَمَنْ كَانَ يَوْمُهُ شَرًّا مِنْ أَمْسِهِ فَهُوَ مَلْعُونٌ، وَمَنْ لَمْ يَتَفَقَّدُ الزِّيَادَةِ فِي عَمَلِهِ فَهُوَ فِي نُقْصَانٍ، وَمَنْ كَانَ فِي نُقْصَانٍ فَالْمَوْتُ خَيْرٌ لَهُ» (٢).
وقال ميمون بن مهران: لا خير في الحياة إلا لتائب، أو لرجل يعمل في الدرجات يعني أن التائب يمحو بتوبته ما سلف من السيئات، والعامل في الدرجات تعلو درجاته بما يعمل من الحسنات، فهذا يزيد حسناته والأوّل يمحو سيئاته، فما عدا هذين الرجلين فلا خير لهما في الحياة.
ولهذا قال بقية: عمر المؤمن لا قيمة له [إلا أن] (٣) يتوب فيه من السيئات ويستدرك فيه ما مات.
_________
(١) برقم (٢٧٢٠).
(٢) أخرجه البيهقي في "الزهد الكبير" (٩٨٧) عن عبد العزيز بن أبي رواد قال: رأيت النبي ﷺ فى النوم ... فذكره.
والحديث ليس في نسخة الزهد المخطوطة وإنَّما هو مما استدركه المحقق من كتب أخرى ونسب فيها الحديث للبيهقي في "الزهد".
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (٨/ ٣٥) قال: سمعت إبراهيم بن أدهم يقول: بلغني أن الحسن البصري رأى النبي ﷺ في منامه ...
(٣) ليست بالأصل وهي أنسب للسياق.
1 / 161