[commentary]
PageVW0P090B التفسير: بول الدم يتبع قرحة الكلى والمثانة إذا كانت في موضع عرق ذي قدر ومع تأكل. فإن كانت في غير مثل هذا الموضع ولا مع تأكل تبعها بول قيح. وافهم أن حال ترتخي البول في هذا الباب حال الكلى فإنهما * قد (609) تتقرحان بحصاة خشنة أو حادة تمر بهما فتسحجهما. وكذلك حال القرحة في القضيب حالها في المثانة أيضا. فأما خروج القيح وحده بالبول فقد يكون من * انفجار (610) خراج في المواضع التي هي أعلى من الكلى. ولذلك فإن أكثر المفسرين اختاروا النسخة التي تنتظم «من كان يبول دما وقيحا» على النسخة التي تتضمن «أو قيحا» لأن الدم والقيح كلاهما لا يجتمعان إلا في الكلى والمثانة على أن القيح الذي * يبال (611) من انفجار خراج في مواضع أخر لا * يبال (612) في أكثر من يومين أو ثلاثة. فيكون تقدير قوله «من بال دما أو قيحا» أي * أياما (613) كثيرة فالقرحة إما في الكلى * أو (614) المثانة. ولك أن تفرق بينهما بموضع الوجع وباختلاط الدم والقيح بالبول إذا كان من الكلى وعدم اختلاطهما به إذا كان من المثانة. PageVW0P091A ويتبين البول مع هذه وعدمه في الكلى * بالأشياء (615) الأخر التي تخرج على ما ستفهمه فيما بعد.
75
[aphorism]
قال أبقراط: من كان في بوله وهو غليظ قطع لحم صغار أو * بمنزلة (616) الشعر فذلك يخرج من كلاه.
[commentary]
التفسير: قطع اللحم الصغار قد يكون لقرحة في الكلى وقد يكون لذوبان بعض الأعضاء اللحمية. وذلك أن الحرارة النارية إذا عملت في عضو لحمى جعلت ما كان منه قريب العهد * بالانعقاد (617) جوهرا صديديا وتجفف وتصلب ما كان منها مستحكم الانعقاد حتى تجعله كالشيء الذي يقلى على المقلى ويعرض لها حينئذ أن تتقتت. ويفرق بين أن تكون هذه الأجزاء من لحم الكليتين ولحم غيره من سائر الأعضاء بأن البول مع الأول يكون نضجا ولا تكون معه حمى ومع الثاني حمى والبول غير نضيج. وجالينوس يذكر أنه لم ير * قطاع (618) لحم صحيحة خرجت بالبول. فأما أجزاء شبيهة باللحم فقد يخرج مع الأبوال التي ثفلها كرسني، وذلك لدم غليظ تحرقه حرارة الحمى في الكلى أو في الكبد. فإن كان معه سواد اللسان فبالحرى PageVW0P091B أن يدل على الهلاك. والأولى أن يكون الأجزاء الدموية أشد حمرة وأسرع إجابة إلى التفتت. * فأما (619) الأجزاء الشعرية فليس يمكن أن تكون من جوهر الكلى أو المثانة لأن جوهر الكلى لا يتحلل إلى أجزاء * شعرية (620) بل إلى أجزاء كرسنية. وجوهر المثانة يjحلل أجزاء صفائحية أو نخالية. PageVW5P050A ولا أيضا يمكن أن ينعقد في تجويفهما من خلط ما لأن ما ينعقد في تجويف الكلى يوجد في شكله شبيها بنوى الغبير أو الزيتون أو التمر والمنعقد في تجويف المثانة حصاة كبار. بل الأجزاء الشعرية تنعقد في تجويف البربخين الجائين من الكلى إلى المثانة لرطوبة فيها غليظة تعمل فيها حرارة فتجففهما، فإن لهما من الطول المقدار الذي يمكن أن ينعقد فيه أمثال هذه الأجزاء. * وأبقراط (621) عبر عن البربخين بلفظة الكلى تجوزا في البعارة، والدليل * على (622) أن هذا الجوهر ينعقد من البلغم الغليظ أن البول يكون مع الأثفال الشعرية غليظا لأن الخلط البلغمي الذي هو مادتها ينتقض من الكلى، ولذلك ينفع هؤلاء التدبير الملطف والأغذية المرطبة. * وأما (623) مع قطع اللحم, فلا يكون PageVW0P121B * البول (624) غليظا. ولعل * أبقراط (625) عنى بالغليظ هاهنا الاعتدال في القوام حتى يكون قوله «وهو غليظ» معناه أنه ليس بالرقيق.
76
[aphorism]
قال أبقراط: من خرج في بوله وهو غليظ بمنزلة النخالة فمثانته جربة.
صفحة غير معروفة