[commentary]
التفسير: عنى بالطبيعة المزاج الأصلي. وتقدير كلامه إذا كان المرض ملائما للمزاج الأصلي وللمزاج الحادث بسبب السن والسخنة * والوقت (221) الحاضر PageVW0P045B من أوقات السنة، فخطره أقل منه إذا كان مضادا * لها. وذلك أن المرض إذا كان مضادا لهذه الأمزجة، دل على قوة السبب الفاعل للمرض حتى قهر هذه الأشياء التي كانت أضداده ووجدت مقاومة له. وبالحري إذا استفحل سبب المرض أن يكون قاتلا. ولذلك فإن الفالج لا يعرض في صميم الحر للشباب المعروق (222) الحار المزاج إلا لقوة من السبب قوية تغلب المزاج الأصلي والحادث. ولهذا قالوا إن المشايخ لا يفلتون من المرض الحاد لأن طبائعهم لا تقاومه، وعدم المقاومة يدل على عظم السبب الفاعل. والنساء يفلتن من المرض الحاد أقل من الرجال للعلة بعينها. وتوجد الأمراض الصفراوية تقتل في الشتاء وهو ضد طبيعتها، ولا تفعل مثل هذا في الصيف وهو مشابه لطبيعتها. وهذا الفصل لا يناقض ما يقوله من بعد البحوحة والنزلة للشيخ الفاني لا ينضج فإن ليس معنى أن * لا (223) ينضج هو * أن يكون (224) ذا خطر على أن ما يعرض للشيخ الفني فهو ذو خطر لانحزال قوته ولا يناقض PageVW0P046A * أيضا (225) ما قاله في إبيديميا أن أكثر من كان يموت * من (226) كانت طبيعته مائلة إلى السل * لأنه (227) عنى هناك بالطبيعة الخلقة دون المزاج. وقد ظن * أناس (228) من قدماء الأطباء أن المرض المضاد لمزاج الهواء أقل خطرا PageVW5P022A لأن الأشياء المشابهة للأمراض تهيجها والمضادة تبطلها إذ الشفاء بالضد. * فأما (229) المشابهة، فأكثر تهييجا كما قالوا إلا أنها أقل خطرا لأن القليل منها يقوى على إيجاب المرض. فإذا أعينت الطبيعة بالتدبير، تعاونا على قهر السبب. وأما المضادة، * فإنها (230) تبطلها إذا انتقل السن والهواء إلى ضد مزاج المرض، لا إذا كانت مضادة للمرض * في وقت الحدوث.
35
[aphorism]
قال أبقراط: إن الأجود في كل * مرض (231) أن يكون ما يلي السرة والثنة له ثخن. ومتى كان رقيقا جدا منهوكا، فذلك رديء. وإذا كان أيضا كذلك، فالإسهال معه خطر.
[commentary]
التفسير: موضع الثنة هو ما يلي السرة إلى الفرج، وما يلي السرة * هو (232) ما يليها من فوق. وكأنه أشار بهذا القول إلى الأقسام الثلاثة * للبطن (233) وهو ما دون الشراسيف، وما يلي السرة من فوق، وما يليها من أسفل، وهي الثنة. وعنى بما يلي السرة PageVW0P046B والثنة * ما بينهما (234) في العمق لا المراق وحده. وهذه هي الآت الجوف، ويجب أن تكون هذه الآلات على طبيعة السمن، وهي التي * عنى بها (235) بالثخن * دلالة على الخير وسبب كمال القوة الطبيعية، وخصوصا على القوة الهاضمة الكبدية (236) * كما (237) أن رقة ونهوكة هذه الآلات علامة ردئية * دلالة (238) على ضعفها لهزالها، * ولسبب (239) أيضا رديء لأنه يضر بالاستمراء وتولد الدم إذ المعدة والكبد ينتفعان بثخن هذه المواضع في * أفعالهما (240) . وصار الإسهال مع هذه الحال خطرا لأن * الثرب (241) قد نهك والأمعاء قد رقت وذهب شحمها، فلا يحسن دفعها لما يحتاج إلى دفعه. ثم إذا * لقيتها (242) الدواء، لم يؤمن أن تقرحها أو تفسخها والقيء مع هذه الحال أكثر خطرا لأن هذه الآلات تتمدد في حال القيء، فلا يؤمن من هتك شيء منها إذا كانت رقيقة جافة.
36
[aphorism]
قال أبقراط: من كان بدنه صحيحا، فأسهل أو قيء بدواء أسرع إليه الغشي. وكذلك من كان يغتذي بغذاء أردأ.
صفحة غير معروفة