قال أبقراط: المرأة الحامل إن فصدت أسقطت وخاصة إن كان طفلها قد عظم.
[commentary]
التفسير: الجنين إذا كان يغتذي بدم الحامل فمن البين أنه متى أخرج دمها أسقطت لعدم الجنين غذاءه سيما إذا كان قد عظم * لأن (199) حاجته إلى الغذاء عند ذلك امس إلا أن تكون الحامل كثيرة الدم جدا حتى لا ينتقص * بإخراج (200) دمها غذاءه نقصانا * يؤدي (201) إلى إسقاطه. ومعنى الإسقاط هو أن يضعف الجنين ضعفا لا PageVW0P138A ترجى له الحياة أو يموت أصلا، فيدفعه الرحم دفع المعدة الغذاء * إذا (202) فسد فيها. وأما الولاد فهو خروج الجنين بعد كماله طلبا للغذاء الذي يكفيه ويصلح له، فيدفعه الرحم دفع المعدة الغذاء إذا كمل هضمه. وليست المرأة تسقط من إخراج دمها فقط بل ومتى عرض لها أمر يقطعها عن الغذاء مدة أطول حتى يموت الجنين أو يضعف جدا أسقطت.
31
[aphorism]
قال * أبقراط (203) : إذا كانت المرأة حاملا فاعتراها بعض الأمراض الحادة فذلك من علامات الموت.
[commentary]
التفسير: PageVW5P057A هذا لأن الحامل لا تقوى باحتمال المرض الحاد وحمل الولد سيما إذا كان قد عظم، وأهون ما يتبع ذلك أن تسقط، وإلا فتهلك ويهلك معها ولدها. * ونقول إيضاحا لأقاويل السلف مع فضل شرح وهو أن (204) المرض الحاد إن كان مع حمى فهي لا محالة دائمة. والخطر فيها على الحامل والجنين من وجهين: أحدهما من نفس الحمى إذ كان لا يؤمن معها أن تقتلها * أو تتضاعف (205) PageVW0P138B الثلاثة إن كان قد عظم لأن الحامل * إذا (206) عظم جنينها عسر نفسها. وذلك من أعون شيء على * سرعة (207) الهلاك في الأمراض الحادة. فإذا * هلكت (208) الحامل هلك الجنين لا محالة. والوجه الآخر أنا إن باعدنا بين أوقات الغذاء لئلا تزداد سورة الحمى قتلنا الجنين. وإن قربنا ما بينها شفقة على الجنين زدنا في الحمى والزيادة فيها إخطار بهما. وإن لم يكن المرض الحاد مع الحمى كالصرع والتمدد والتشنج لم تقو الحامل على احتمال شدة المرض. فأما أن تسقط أو تهلك * فيهلك (209) معها الجنين.
32
[aphorism]
صفحة غير معروفة